العدد 4254
الأحد 07 يونيو 2020
banner
شمعنى “البحرين”؟!
الأحد 07 يونيو 2020

قد تبدو بضعة تساؤلات تدور في بال الكثيرين، غريبة إلى حد “الحيرة”! ولكن بالنسبة لي، وبالنسبة للكثيرين أيضًا من أبناء البحرين، تأتي الإجابة مريحة، في آخر السطر من هذا العمود، بعد تساؤلات أراها محركة للاستفهام:

“شمعنى البحرين”.. ومنذ غابر الأزمان، هي الأرض التي عشقتها الحضارات، ومنذ أكثر من 5 آلاف سنة عندما كانت مركز حضارة دلمون لتربط بين الحضارة السومرية وحضارة وادي الإندوس أو السند، وهي التي أرضعت قبائل بكر بن وائل وبني تميم وبني عبدالقيس خصائل العلو والشموخ والعز والفخر، إلى جانب الكرم والجود والشجاعة والإيثار.

“شمعنى البحرين”.. على الرغم من صغر حجمها جغرافيًا، تكبر وتكبر إلى أن تكون محط الأطماع وموضع الاستهداف، ويكون أهلها ممن يشار إليهم بالبنان، ومنذ غابر الأزمان أيضًا، بأنهم من أحب الشعوب إلى القلوب، وأكثرهم خلقًا وطيبًا وحسن معشر؟

“شمعنى البحرين” التي يتسابق أبناؤها في كل المجالات، وعلى المستوى الدولي والإقليمي والعالمي، ليشاركوا في كل محفل يتاح لهم وليحققوا المراكز المتقدمة وليرفعوا علم البحرين بكل اعتزاز؟

“شمعنى البحرين”.. التي يقحمها مجانين الشهرة من فاشينيستات وخريشستات واحدة تلو الأخرى، لتأتي هذه فتسيء ثم تعتذر، ويأتي هذا ليتجاوز حدوده ثم “يبرر”، وتلعلع هذه بكل بذاءة لا تليق بكاتبة أو روائية أو باحثة، ويظهر ذاك في مظهر المهرج ثم يتباكى؛ لأننا لم نفهم قصده وهو لم يقصد؟

“شمعنى البحرين”؟ الإجابة ليست مستعصية على الإطلاق؛ لأن هذه البلاد الكريمة، بقيادتها الرشيدة وشعبها الأبي الكريم، توارثوا من الأجداد والآباء، ومن الأمهات والجدات، ومن بعضهم البعض، أنبل الصفات في مقابلة الإساءة بالإحسان، وأكرم المقامات في سمو النفس وعلو الروح، وأعطر السيرة.. شمعنى البحريني الذي حين يرد على المسيء، إنما يرد على الإساءة وليس على شخص “المسيء”؟ لأن البحريني باختصار، نموذج نادر من البشر.. أي نعم، نموذج تنفس من بحار المحرق وسواحل الدير وقلالى وسترة النسيم النقي، واشتد عوده من صلابة أرض الرفاع، وتروى من عذوبة عذاري وأم شعوم والسفاحية وقصاري وعيون شارع النخيل بكل قراه، والتصقت في جسده وثيابه وأفكاره رائحة طيب مباخر المنامة وطيب أهلها، ولأنه بحريني، في كل بقعة من البحرين، يضع الإنسانية والكرامة والنبل تيجان ثمينة وأوسمة لا تسمح لحاملها بأن يحني مقامه أمام الصغار، فيحتويهم علهم يكبرون ولو قليلًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية