العدد 4255
الإثنين 08 يونيو 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
التدريب.. هل هو مكافأة أم حاجة؟
الإثنين 08 يونيو 2020

التقيت وعن طريق الصدفة بمديري، كان ذلك أثناء مروره أمام مكتبي، وكانت فرصة لكي أذكّره بطلبي لمقابلته. لم أستطع إخفاء استغرابي عندما سألني حينها: أين كنت؟ لم أرك منذ مدة، هل كنت في إجازة؟ لم أرد إحراجه أمام زملائي فلزمت الصمت واكتفيت بتذكيره بالطلب فقط. لم أخبره بأني كنت في دورة تدريبية في الخارج وإنه هو من رشحني لتلك الدورة.

خلال الاجتماع في مكتبه أخبرته بذلك، وأوجزت له أهم الممارسات الإدارية والتجارب المستحدثة التي عرضت في تلك الفعالية، وحال انتهائي من ذلك بادرني بالسؤال المعهود: هل أعددت تقريراً حول ذلك؟ وأجبته: نعم سيدي وأرسلته لك قبل أسبوعين، ثم تابعت: أنا على استعداد بعرض ما ورد في التقرير أمامكم وأمام زملائي لتعميم الفائدة إن وافقتم على ذلك، فهناك بعض التجارب المميزة التي يمكننا دراستها والاستفادة منها وحتى تطبيقها فهي...

قاطعني المدير وهو ينظر إلى ساعته: نعم، نعم تذكرت الآن فقد أخبرتني السكرتيرة عن تقريرك وطلبت منها وضعه في ملفك الشخصي ليكون أحد إنجازاتك، أما بخصوص مقترحاتك التي ذكرتها الآن فهذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الدراسة والتحليل والموارد البشرية المتخصصة والميزانية. أضف إلى ذلك نوعية هذه التجارب والممارسات التي قد تكون غريبة على ثقافتنا المؤسسية والمجتمعية. أنصحك بالتروي، يكفي أنك اطلعت على ما هو موجود في تلك المؤسسات. قلت وبشيء من التردد: إنها تجارب وممارسات تستحق دراستها، وهي فرصة لكي نعرف أين نحن وأين وصل الآخرون! هل نبدأ بعرضها أمامكم وأمام الزملاء سيدي ومن ثم دراستها إن ارتأيتم ذلك؟

قاطعني على الفور: يجب أن تعلم بأن ترشيحي لك لحضور هذه الدورة أو ترشيحي لزملائك لمثيلاتها إنما هو نوع من المكافأة لكم ليس إلا، يجب أن يعي الجميع ذلك. أما عمليات التحديث والتطوير فإنها تأتي من الأعلى، من الإدارة التنفيذية ولا تأتي من خلال حضورنا المؤتمرات والمنتديات وما شابه. مرة أخرى أقولها لك: التدريب مكافأة، اعتقد أن هذا واضح.

  فهل سيدي القارئ التدريب مكافأة؟ تجيب المصادر الإدارية على هذا التساؤل فتقول: “التدريب عملية إدارية تتضمن إجراءات عدة تبدأ من دراسة فجوة الأداء ثم تحديد الاحتياجات ثم إعداد منظومة التدريب وإدارتها؛ بهدف تحسين أداء العاملين والمنظمة وتطويرها”. ما رأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية