العدد 4259
الجمعة 12 يونيو 2020
banner
لا تعلق عيوبك على شماعة الآخرين
الجمعة 12 يونيو 2020

هناك من يستغل المشكلة أو الغياب حتى يبني لنفسه حضورا، وتجده يتكئ على حالة ضعيفة، فيبدأ يشرح ويكتب وللأسف أصبح الفضاء المفتوح عالة على المجتمع، فيصنع لهؤلاء كلمة تُقرأ، يعلق ضعفه أو عدم فهمه أو عدم قدرته على أناس بسطاء فقراء، أو على مسكين يئن للعيش تحت خبزة العوز.

هم أنفسهم يصنعون القلق، فليس لديهم أي اتزان، وهم ليسوا بعيدين عن قوم نوح الذين تمادوا في العناد وتركوا طريق العقل والإنسانية، حتى أخذهم الطوفان، وكان قوم لوط يصرون على الانحراف حتى أخذتهم الرجفة ودمروا تدميرا، وزليخة تراود الفتى المؤمن يوسف وتدخله السجن بريئا! هم نفسهم من يحاربون الاستقرار والتقدم لأنهم عالة على المجتمع وضحايهم موجودون، فالعنصرية تهشم كيانهم، مرات يعلقون ضعفهم وإخفاقهم على مجموعة أو جنس أو طائفة أو عرق، تهشمت بداخلهم روح الإنسان والضمير الحي، وكلمة الحق غابت عن ذاكرتهم!

لا أرى في كتاباتهم شيئا سوى ضباب من حروف وسراب، وأنا أقرأ عناوينهم ولا أقرأ ما يكتبون لأني عندما أرمي قدح الماء على الورقة أدرك أنها لا تنبت لي وردة، وأعرف أن تلك العقول ساحة يحترف فيها المكر.

منذ سنين كتبت مقالا قلت فيه إن الطبيعة عادلة في قسوتها لا تفرق بين عادل ومجرم وبين صادق وكاذب، واليوم أقول إن الطبيعة أيضا عادلة (بكورونا) لم تفرق بقسوته بين صادق وكاذب ومجرم وعادل وغني وفقير، لكن ليعلم الجميع أن من سينتصر إرادة الله والمثقف والعلماء، فلا تكن عنصريا مقيتا ولا تستضعف أحدا وأنت الضعيف ولا تتكبر وأنت عبد لله هربت من فيروس أصلا هو هارب، عامل الإنسان كما خلقه وخلقك الله إنسانا،  وما كتبته للصادقين والمخلصين لأن قلبي وقلوبهم بيت الوجود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية