العدد 4260
السبت 13 يونيو 2020
banner
التنمر ضد المرأة
السبت 13 يونيو 2020

تفاعل المجتمع الدولي مع حادثة مقتل الأميركي من أصول أفريقية جورج فلويد، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تندد بالعنصرية وتؤكد وحدة العرق البشري، ونشر أحد الفنانين البحرينيين صورته مع زوجته مشفوعة بعبارة “قد يرونها اختلاف ألوان بينما أراها تكاملا، العنصرية ليست لونا بل هي عنصرية نفوس وعقول”، لم يكن مُتوقعاً لمنشورٍ كهذا أن يحصل على كمية هائلة من الردود المسيئة لشخصه فقط لأنه أقدم على نشر صورة تعبر عن تقارب طبيعي بين زوجين طبيعيين يعبران عن عمق علاقتهما بأسلوب بسيط وغير خادش لمشاعر أحد.

إنه لمن المخجل أن يتقبل البعض صور النساء المعنفات ومشاهد الضرب والأذى الجسدي والعاطفي في المسلسلات الخليجية ولكن يصعب عليه أن يتقبل فكرة زوجين يجمعهما الحب والاحترام.

إن التنمر الإلكتروني أصبح واسع النطاق ومثيرا للتقزز، حيث يطلق الشخص العنان لنفسه للتقليل من شأن الآخرين مختبئاً وراء أسماء مستعارة، أو اتهامهم بقلة الشرف وعدم المروءة لمجرد ممارسة حريتهم في نشر ما يودون على صفحاتهم الخاصة والتي بالإمكان التراجع عن متابعتها في أي وقت دون الحاجة لممارسة التنمر عليهم.

رغم كل التطور والإنجازات التي حققتها المرأة على المستوى العالمي مازال البعض يفضل الاستشهاد بأمثلة مثيرة للسخرية مثل أن المرأة جوهرة يجب الحفاظ عليها والمرأة قطعة حلوى لا يجب تركها مكشوفة للجميع وغيرها من الأمثلة السطحية التي لا قيمة لها، فالمرأة ليست جوهرة وليست قطعة حلوى، هي ببساطة كائن بشري لا يختلف أبداً عن الرجل وما هذه الأمثلة إلا استنقاص من المرأة التي يرى البعض أنها بحاجة للمراقبة والسيطرة.

إن التنمر الإلكتروني خصوصا ضد النساء أو ما يتعلق بهن يجعلنا نؤكد دعمنا كل البرامج التي تعزز مكانة المرأة وترفعها لمصافّ الرجال بعيداً عن الذباب الإلكتروني الذي ينشر جراثيمه ويعمل على تلويث المجتمع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .