العدد 4266
الجمعة 19 يونيو 2020
banner
الصياد يعيش مع ذاته... والفلاح كذلك!
الجمعة 19 يونيو 2020

في كل مرة عندما ينهزم تجار الفشل العنصريون والطائفيون، أو الذين يكونون في موقع المسؤولية فاشلين ويبررون فشلهم بحجة تناسب الوضع الذي هم فيه، أول ما يدعون به يكون ضد البسطاء كالفلاحين والصيادين والطبقات الفقيرة غير القادرة على الطائفيين والعنصريين.

وعلى مر التاريخ بقي المزارع – والصياد - مع ذاته لا ينقلب على نظام أو سياسة بل يقلب التربة، والصياد يقلبه الموج، بينما معظم الثورات في العالم كانت تحت قيادة الطبقة الوسطى وكل ما فعلته تلك الطبقة تأسيس أنظمة رأسمالية وطبقيات سمعتها مشوهة حتى في الأسواق العالمية، وهنا يتوجب قول كلمة عن الفلاح والصياد، وأن نعرفهم للعالم والمجتمع.. منذ خلق الكون بدأ عصر الصيد والزراعة، قبل آلاف السنين، هم من أسسوا للعالم دولهم الرأسمالية أو الاشتراكية، ولم يحصل الفقر بالعالم ويتكاثر إلا بعد دخول طبقات مجتمعية أخرى أحيانا تسمى طبقة وسطى وأحيان طبقة برجوازية وأحيانا أرستقراطية... إلخ.

لم يكن الصياد والمزارع الداعم الأول للعيش والتقدم فقط، بل إن الغالبية العظمى من سكان الأرض من الفلاحين والصيادين، وقد رفعت باسمهم الكثير من الثورات في العالم، رغم أنهم لم يخططوا لها ولم يطمعوا في شيء إلا إنتاج أرضهم أو صيدهم، لكن استغلت السياسة اسم الفلاح والصياد مثل جيوش “بانشو فيللا” و”إيمليانو زاباتا” في الثورة المكسيكية، وأيضا مع ماو الأحمر قائد الثورة الصينية، وحرب العصابات بقيادة فيديل كاسترو في كوبا وجيفارا.

الجميل في طبقة الصيادين والمزارعين أنهم يعرفون أنهم لا يمكنهم التحكم في المجتمع الجديد الذي يظهر ولا حتى السابق وهذا شيء لا علاقة له بنقص القدرات أو الإمكانيات أو الذكاء، بل له كل العلاقة بطيبة الأرض وصفاء البحر وظروف حياتهم البسيطة، ونلاحظ أن كل الثورات والصراعات تكون دائما بين مجموعة من الطبقة الوسطى وبين الرأسمالية، بينما يعود الصيادون والفلاحون في نهاية الأمر أدراجهم إلى الريف والبحر تاركين كل شيء لأنهم لا يؤمنون بإدارة المدن أبدا.

الفلاحون والصيادون أهم أركان الوجود وأهم المخلصين لأوطانهم وأرضهم وبحرهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .