العدد 4272
الخميس 25 يونيو 2020
banner
شفرة الخلاص... طرح علمي
الخميس 25 يونيو 2020

عندما قدم العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين للعالم معادلته الشهيرة “الطاقة تساوي الكتلة ضرب مربع سرعة الضوء”، كان بهذا أول من وضّح علاقة الطاقة بالمادة بشكل رياضي، حيث إنّ تلك المعادلة تعني أن المادة المنطلقة بسرعة هي مربع سرعة الضوء تجتاز السقف المادي لتعود إلى الأصل الذي هو الطاقة التي ظهرت على شكل تلك المادة، وكأن سرعة الضوء الحد الفاصل لذلك الاجتياز من عالم المادة المرئي إلى حقل الطاقة المعلوماتي اللامرئي، والذي يطلق عليه “الفيزياء الكمية”، أي أنّ في دخول طاقة معلومات مادة ما إلى حيّز التجسيد المادي تكثيفا تدريجيا لتلك الطاقة لتظهر في النهاية على شكل مادة وفق المعلومات الخاصة بها، وعلى نظم وقوانين الطبيعة الكامنة أيضا في الحقل المعلوماتي الكوني.

تلك المادة هي ما يجسده خيال الإنسان المعمّر عندما يكتشف دوره في تعمير الأرض، ذلك الاكتشاف يكون عن طريق الانتباه لما يحيط به من أشياء ولما يجلب اهتمامه دون إكراه أو تصنّع، وبعد هذا عليه أن يدير عقله ليكون ذلك العقل خادما أمينا وقرينا مطيعا من أجل تفعيل ذلك الدور المعني بخلق ذلك الإنسان، أي القيمة العليا الذاتية غير المشروطة برضا الآخرين.

بممارسة القيمة العليا يحيى الإنسان بين التحدي والإنجاز، فيكون متوازنا في الطاقة، وبالتالي يكون متوازيا شعوريا أو انفعاليا، وبالنسبة لسرعة الضوء التي ذكرناها أعلاه، بما أن السرعة هي حاصل قسمة المسافة على الزمن، والتي هي للضوء 299,792,458 مترا في الثانية الواحدة، يكاد يكون هناك لا زمن بالنسبة لتلك المسافة العالية جدا، وحيث إن ذلك اللازمن يكون عنده الإنسان في حالة تجل وانطلاق وإبداع في قيمته العليا الذاتية، لأنه يكون محلّقا في عالم الطاقة وحقل المعلومات المفتوح، يلتقط ذلك الإنسان إحدى تلك المعلومات أو الأفكار المقرونة بقيمته العليا، فيحيل ذلم لعمل مخلّد صالح لخدمة البشرية.

 

إنّ ما يركّز عليه معظم البشر في حياتهم يستهلك كل طاقتهم وهم لا يشعرون! فتضيع طاقاتهم هباء، لكن عندما يفعّل الإنسان ما يحيى لأجله، فإنّه يجتاز تلك المشاعر المادية المدمّرة إلى المشاعر السامية المرتبطة بالحياة والنماء والتطوّر، تلك المشاعر تكون تحقيقا للسلام المفعّل للإنسانية... ذلك الاجتياز للمشاعر المادية ينطلق نحو النعيم والتكامل، الذي يتحقق فقط باتساق القلب الذي هو مكمن القيمة العليا بالفص الأمامي من الدماغ، الذي يكوّن الروابط العصبية للعقل الجديد، المربوط بخير ونماء وصحة ذلك الإنسان، وبهذا تكون القيمة العليا هي الشفرة الربانية الرحيمة. دعوة إلى التأمّل في الذات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .