+A
A-

كيف تختار الوقت المناسب لإطلاق مشروعك؟

إذا كنت تفكر في خوض غمار تجربة ريادة الأعمال وبدء عملك الخاص، وتنتظر الوقت المناسب لإطلاق مشروعك فاعلم أن هذا الوقت قد لا يأتي، وربما تظل منتظرًا للأبد، ومما يزيد الأمر تعقيدًا وخطورة أن المرء لن يعدم عذرًا أبدًا لتأجيل إطلاق مشروعه بشكل فعلي.

ولنعترف، منذ البداية، أن ليس هناك شيئًا اسمه الوقت المناسب لإطلاق مشروعك على الرغم من حقيقة أن التوقيت مهم وجوهري في كل شيء تقريبًا، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بدخول مجال ريادة الأعمال وإنشاء مشروع صغير يتعين عليك إيجاد التوقيت المناسب لذلك.

وهذه _أي خطوة خلق الوقت المناسب لإطلاق مشروعك_ من أبرز الأمور التي تثبت صدق رغبتك وعزمك الحقيقي على أن تكون واحدًا من رواد الأعمال؛ خاصة أن دائرة الأمان مغرية، وقلما يحب أحد المغامرة.

إذًا، الوقت المناسب لإطلاق مشروعك متعلق بك أنت وحدك، ومن الخطأ بطبيعة الحال أن تظل منتظرًا فرصة قد لا تأتي، لذا؛ فعليك أن تصنع أنت الفرص بنفسك، وهل ريادة الأعمال إلا ذلك؟!

وعلى أي حال، هذه علامات إن وجدتها لديك فاعلم أن الوقت حان لإطلاق المشروع.

الشغف الكامل بالفكرة

كرائد أعمال في بداية طريقه ستضطر إلى العمل لساعات طويلة، وقد تنتظر كثيرًا قبل الحصول على الربح، كما أنك ستبذل جهدًا خرافيًا من أجل إقناع الناس بفكرتك حتى أقرب الأقربين إليك، سيكون هناك بعض الإحباط، والفشل، والخوف، والتوتر والإرهاق.. إلخ.

وإذا لم تكن شغوفًا بفكرتك حتى النخاع وحتى العظم، وتريد، وبعزم لا يلين، أن تواصل الطريق، فستسقط عند أول عقبة أو تحدٍ. وهكذا لا يتعلق الأمر بعامل خارجي وإنما يتعلق بك أنت، هل تريد خوض التجربة أم لا؟

توفر الوقت والطاقة

أفضل وقت لبدء عمل جديد هو عندما تكون حياتك هادئة نسبيًا، بمعنى إذا كنت تنتظر مولودًا جديدًا، أو عقد حفل زفاف، أو رعاية أحد أفراد الأسرة المرضى، أو أي خطوة كبيرة أخرى، أو حتى أي ضغوط كبيرة محتملة في الحياة، فقد يكون من الأفضل الانتظار حتى تستقر الأمور قليلًا، ويمكنك تخصيص الاهتمام الكامل بإطلاق مشروعك الجديد.

وذلك لأنك لن تجد أي وقت لأي أمر آخر سوى للمشروع، خاصة عندما يكون في مراحله الأولى، وهي العمل الشاق، وبذل الجهد المضني.

خطة مالية محكمة

ما بين إطلاق المشروع الفعلي والحصول على الربح مرحلة صعبة إلى حد كبير، فهي تلك الفترة التي يكون عليك فيها الوفاء بالكثير من الالتزامات المادية دون أن يكون لديك دخل يُذكر؛ ولذلك من المهم أن تضع في حسبانك كل هذه الأمور، وأن تضمن سير حياتك بشكل طبيعي قبل الحصول على الربح من المشروع.

وقد يمكنك فعل ذلك عن طريق بعض المدخرات؛ أو طلب الإعانة من الأهل أو أي أمر آخر يناسبك، لكن المهم أن تمر من هذه المرحلة بسلام، عبر خطة مالية محكمة ودقيقة.

دعم الأشخاص المهمين

إن الرحلة التي تفكر في خوضها رحلة شاقة ومضنية، وتؤثر في الأشخاص الذين تعيش معهم، سواءً كانوا: الزوجة، الأطفال، الوالدين، الشركاء، وهؤلاء الأشخاص قد يضطرون إلى تقديم تضحيات مالية أو شخصية لمساعدة عملك في النجاح؛ ولذلك عليك ألا تبدأ مشروعك إلا بعد التحدث معهم عن هذه الأمور ووضع حلول لتلك المشكلات التي من المتوقع حدوثها.

وذلك لأنه من الصعب منح عملك الوقت والطاقة اللذين يستحقهما إذا تسبب في نزاع واستياء في المنزل.

الوقت قد حان

ثمة خيط رفيع بين القفز دون التفكير الكافي والإفراط في التفكير في كل شيء قبل اتخاذ الخطوة الأساسية، ولكي تتخلص من هذا التردد الذي قد يدوم شهورًا أنصت إلى صوتك الداخلي، فإذا كنت فكرت في الجوانب العملية وشعرت بأنك جاهز، فربما هذا هو الوقت المناسب لإطلاق المشروع.