العدد 4278
الأربعاء 01 يوليو 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
سقف فوق رأسك كرامة تحميك
الأربعاء 01 يوليو 2020

عندما تبوأ سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله من كل شر، رمزية التنمية المستدامة على المستوى العالمي، لم يكن ذلك من فراغ، بل جاء يُكلل عقودا من التنمية بدأت فيما يتعلق بالإنسان والسكن منذ 1968، وبلغت ذروتها اليوم بالإعلان عن توجيهات سموه بتعجيل توزيع بيوت الإسكان بكل مناطق البحرين وهو الأمر الذي يجسد إيمان سموه الراسخ بأن السكن اللائق هو الكرامة الحقيقية للإنسان، ومن هذا المنطلق حرص سموه ليس اليوم ولا عند هذا التوجيه فقط، بل منذ بدأت الموجة الأولى لهذه العملية التاريخية وسموه حريص على متابعة هذه المسألة شخصيًا لإيمانه بأهمية هذا الإنجاز في ترسيخ الولاء للأرض من خلال السكن الذي يليق بكرامة الإنسان.

تقول خبيرة التنمية المستدامة بالأمم المتحدة ليلاني فرحة: “رأيت أناسا يعيشون في دول بالشمال والجنوب في ظلام دامس بدون كهرباء أو ماء، رأيت أطفالا يلعبون على أكوام القمامة في تجمعات سكانية غير رسمية، رأيت أشخاصا ذوي إعاقة يعانون في بيوتهم غير قادرين على مغادرتها، هناك عدد قليل من المدن التي زرتها، لم أجد فيها أناسا مضطرين إلى العيش بالشوارع، مجبرين على الأكل والنوم وإعداد الطعام وقضاء حاجتهم على الأرصفة”.

أية كرامة للإنسان إذا فقد السقف الذي يحميه؟ أية كرامة للإنسان إذا قضى حياته على الأرصفة؟ هناك دول وشعوب تعيش هذه المعاناة، وهناك دول وفي مقدمتها البحرين لم تتوقف موجات الإسكان بكل مناطق البلاد ومحافظاتها منذ العام 1968 إلى الآن، وهناك قائد رمز للتنمية ورمز للعطاء، وضع قواعد هذه البنية التي تمثل شريان الحياة للشعوب، وقد استحق سموه شعار ورمزية واحتفالية المنظمات الأممية فيما يتعلق بالتنمية المستدامة لأنها الأساس بحفظ وصون كرامة الإنسان، فالمواطن الذي لا سقف يحميه لا يتمتع بكرامة البشر، لهذا كان موضوع السكن بالنسبة لسمو رئيس الوزراء محور التنمية ومنهج العمل في فكره الخلاق.

عندما يأمر سموه بالإسراع في توزيع البيوت بكل المحافظات، فهو يحرك الجهاز الإداري ويضخ فيه الدم لسرعة الحركة وكسر الروتين وتجاوز العقبات، خصوصا تلك المتعلقة بالتعامل مع المواطن بإجراءات تقليدية باردة فيما المواطن بحاجة لآلية ديناميكية تلبي شغفه وحاجته الملحة للسكن اللائق الذي أساسه الكرامة الإنسانية.

 

تنويرة:

لا تحرق مركبك لأنه يغرق، تذكر أنك ستسبح على أخشابه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية