التعلم الإلكتروني، والتعليم والتدريب عن بعد، وغيرها من مصطلحات أصبحنا نسمع بها كثيراً في زمن كورونا، ما دفعني للالتحاق بدورة في “مجال التعليم والتدريب عن بعد”، للتعرف على هذا العالم الافتراضي الواسع، باستخدام أي جهاز رقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، تبع ذلك مشاركتي كمعقب في ندوة “التعليم والتدريب الإلكتروني بين الماضي والحاضر والمستقبل”، فبدأت بالبحث، عن موضوع الندوة عموماً، ودور مملكة البحرين خصوصاً، والتي شرعت في الولوج في التعلم الإلكتروني، بفترة خمسة عشر عاماً، وليس فقط في زمن كورونا، إضافة إلى تمتعها ببنية تعليمية تجاوزت المئة عام، وبرامج تدريبية منذ نحو 70 عاماً، انطلقت من شركة بابكو، بل وبنية في المعلوماتية والاتصالات تعود إلى 1963م.

وشهد عام 2004م حدثين مهمين في مجال التعلم الإلكتروني، تدشين جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مشروع “مدارس المستقبل”، وتأسيس مركز زين للتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين، حيث اتخذ المشروع، من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مرتكزاً، للتعليم الأساسي والثانوي في المملكة، ساعياً إلى تشبيك جميع المدارس بربطها بشبكة الإنترنت وإدخال مفهوم التعليم الإلكتروني. وتبنى المركز “خطة طموحة لتحديث التعليم ومواكبة المستجدات في عالم التقنية لتوسعة قاعدة الاستفادة لأكبر عدد ممكن من الطلاب وتطوير أداء الهيئة الأكاديمية”.

وقامت وزارة التربية والتعليم، بتخطيط وتنفيذ 579 برنامجا تدريبيا، خلال 2005-2019م، من أجل اكتساب متدربين بلغ عددهم 14941، مهارات استخدام الأدوات الرقمية.

وفي إطار استعداداتها للعام الدراسي 2020-2021م بينت وزارة التربية والتعليم، أنها “تعمل حالياً على توفير متطلبات إنجاح هذه العودة، ووضع الخطط والبدائل في ضوء التطورات اللاحقة، بالتنسيق مع الفريق الوطني لمكافحة كورونا، وجميع الجهات ذات العلاقة، لضمان الاستمرار في تقديم الخدمات التعليمية بالصورة المطلوبة، والاستفادة من منظومة وآليات التعلم عن بعد”، كما فتحت جامعة الخليج العربي القبول في برنامجي الدبلوم والماجستير في التعلم عن بعد، تخصص “التعليم والتدريب عن بعد”، للعام الأكاديمي القادم.

مما سبق، أظهرت أن الأرقام صنعت البحرين، في مجالات عدة، منها النظرة البعيدة، في تبني التعلم الرقمي الإلكتروني، في وقت أصبح فيه التعلم عن بعد ضرورة.