+A
A-

بومبيو: نحاول منع إيران من بيع النفط الخام لحزب الله

أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن أميركا تحاول منع إيران من بيع النفط الخام لحزب الله.

وفي حين شدد على العمل بكل جهد ضد حزب الله الإرهابي، قال :"ندعم لبنان لأن يكون بلدا غير تابع لإيران".

وكان مصادر إيرانية مطلعة قد أكدت لـ"العربية.نت"، أن العرض الإيراني الذي يبحث اليوم هو بيع النفط ومشتقاته إلى الحكومة اللبنانية بالليرة اللبنانية وليس بالدولار، على أن تحدد التكلفة بحسب البورصة الإيرانية بالتومان ومقارنتها بما يعادلها بالليرة.

وتوضح المصادر أن الآلية المخطط لها ستسير وفق الآتي: تكرير النفط الإيراني في مصفاة أصفهان وتحويله إلى مشتقات نفطية (البنزين والمازوت)، ثم بيعه للحكومة بالعملة الوطنية على أن يتم تصريف الأموال إلى دولارات في مكاتب الصيرفة غير الشرعية الخاضعة لحزب الله ومن ثم تصل الأموال نقدا إلى إيران عبر طيران ماهان التابع للحرس الثوري الإيراني.

من جهته، أوضح الخبير الإيراني لدى مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات" FDD في واشنطن بهنام بن طالبلو، لـ"العربية.نت"، بأن إيران قد أظهرت عدم ممانعتها في تخزين النفط على متن ناقلاتها لنقله بحرا بوقت أسرع.

لكنه عاد ليشير إلى أن إيران تعمل حاليا على بناء جسر بري من أراضيها عبر العراق وسوريا يمكن أن يصل إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، "سيشكل معبرا مثاليا لنقل الأسلحة والمقاتلين، ونقل الإمدادات مثل كميات محددة من النفط".

ومن يمعن التدقيق في تسلسل الأحداث، يرى أن لتصريحات إيران مؤخرا عن عزمها تقليل الاعتماد على تصدير النفط عبر مضيق هرمز علاقة بذلك، حيث دشن روحاني في 25 يونيو الماضي المشروع الاستراتيجي لمد خط أنابيب نفط غورة – جاسك، الذي يستهدف نقل مليون برميل من الخام الثقيل والخفيف يوميا.

ووصف روحاني هذا المشروع بأنه له أهمية كبيرة من الناحية الأمنية فور اكتماله في مارس 2021 لسبب واحد، حيث سيمكن إيران بالتحايل على مضيق هرمز وتصدير أول شحنة نفطية عبر الجزء الشرقي منه برا.

أمّا السيناريو الثالث وفق المصادر الإيرانية المطلعة، فقد تكون عبر تفريغ حمولة الناقلة في ميناء طرطوس لتنقل في ما بعد بالصهاريج على الحدود السورية اللبنانية.

عقوبات أميركية على لبنان؟

على أرض الواقع، يمكن وصف العرض الإيراني بـ"الخيار النووي" على الاقتصاد اللبناني، ما يعني غضبا أميركيا ودوليا يصعب تحمله.

بلغة حازمة لا شك فيها، قال بن طالبلو: "إذا مضى حزب الله في خيار توفير النفط الإيراني أو بيعه أو توريده أو نقله إلى الدولة اللبنانية، فسيفتح المجال لاحتمالية ضغوط اقتصادية كبرى على لبنان تضاهي تلك التي يشهدها الآن".

ويستدرك قائلا: "حتى لو قبل حزب الله العرض الإيراني، سيكون من الحكمة على الحكومة اللبنانية برفضه تماماً"، محذرا من أن "واشنطن قد أثبتت أنها لا تميز بين صديق أو عدو عندما يتعلق الأمر بمعاقبة بيع النفط الإيراني".

تتوافق مصادر مطلعة على سياسة إدارة ترمب، مع بن طالبلو، قائلة: "إذا وافقت الحكومة على شراء النفط الإيراني فهنا يصبح السؤال أكثر تعقيدا حول أوجه العقوبات التي ستفرضها أميركا في ما إذا كانت ستطال وزيرا بحد ذاته أو وزارة رسمية أو منشأة نفطية".

وتعتبر أن الخيار وارد إلى حد بعيد، حيث إن الإيرانيين على عجلة من أمرهم لإدخال سوريا ولبنان والعراق في الخندق نفسه.

ولكن برأيه استراتيجيا وأمنيا، باتت الإدارة الأميركية مقتنعة بأنه "إن لم يكن هناك سدا منيعا في العراق بوجه إيران، فلا جدوى من بذل الجهد في سوريا ولبنان".