العدد 4291
الثلاثاء 14 يوليو 2020
banner
آيا صوفيا
الثلاثاء 14 يوليو 2020

مازال العديد من الناس يتناول موضوع تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد من منظور ديني، حيث اقتصرت دائرة النقاش لدى فئة كبيرة من العامة على الأحقية التاريخية للمسيحين الشرقيين أو المسلمين بآيا صوفيا، حيث يتمحور النقاش على أنه في الأساس قام البيزنطيون ببنائه ككتدرائية، أي أنه في الأصل كان للمسيحيين الأرثوذكس، إلا أن السلطان محمد الفاتح قام بشرائه من القساوسة وحوله لمسجد قبل أن يقرر مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك اعتماده كمتحف، فئة أخرى من الناس ذهبت لمناقشة وضع آيا صوفيا من منظور ثقافي، حيث إن المتحف مدرج على قائمة اليونيسكو كأحد أهم المواقع التاريخية الثقافية التي يزورها ملايين السائحين في العالم سنوياً للسياحة والاطلاع على التاريخ.

واقع الأمر أن الموضوع أكبر من أن يكون ذا أبعاد دينية أو ثقافية أو حتى تاريخية وإن كان ذلك هو ظاهره، فتحويل متحف آيا صوفيا من متحف إلى مسجد يحمل في طياته أهدافا سياسية بحتة، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصد من تحويل المتحف إلى مسجد استفزاز الغرب، خصوصاً أنه فقد بصيص الأمل في الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث كان السبب الأول في عدم انضمام تركيا للكيان الأوروبي أنها دولة مسلمة.

خلاف الرئيس التركي اليوم مع الغرب وصل لأعلى مستوياته وبات الرئيس التركي يعمد لإثارة غضب الغرب في أي مكان كان، خصوصاً إذا ما كان الموضوع بالتحديد يخص اليونان وهي من أكبر الدول الأرثوذكسية والتي تتبع التراث البيزنطي.

على الجانب الآخر فإن أردوغان يسعى بالتأكيد لكسب تأييد الشعب التركي ودغدغة مشاعر المسلمين البسطاء الذين يجهلون خفايا ودهاليز السياسة، فالرئيس التركي يصور نفسه على أنه السلطان الذي جاء ليضع حداً فاصلاً للعلمانية التركية ويرجع زمن الخلافة الإسلامية.

الواقع أن الرئيس التركي يمتلك من الجرأة ما استطاع من خلالها استمالة وخداع عدد كبير من المسلمين الذين انطلت عليهم أكاذيب الإسلام السياسي وأصبحوا يرون في أردوغان الخليفة العثماني الجديد، والذين للأسف قرأوا الأمور بظاهر عناوينها فقط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية