العدد 4294
الجمعة 17 يوليو 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سارقوا التاريخ... سرقة الحجر الأسود
الجمعة 17 يوليو 2020

يا ليت سرقات العثمانيين تقف عند حد سرقة الأعراق، حيث اجتمعت بقايا القبائل الوثنية والبيزنطيين والذين تخالطوا مع القبائل الهمجية التي لا يعرف لها أصل وتاريخ، وكونوا ما يعرف بالعثمانيين، ويا ليت سرقاتهم تقف عند سرقة أرض الأناضول التي كان يحكمها العرب، وياليت سرقاتهم تقف عند تنصيب أنفسهم خلفاء للرسول الكريم وسرقة خلافته، لكن سرقات العثمانيين تجاوزت الحدود إلى سرقة الحجر الأسود من بيت الله المقدس، فأثناء احتلالهم الجزيرة العربية تحت حجة أنهم خلفاء المسلمين، قاموا بسرقة قطع من الحجر الأسود للكعبة، زاعمين أنها سقطت أثناء قيام العمال بأعمال الترميم، هكذا بكل وقاحة وحقارة يسرقون الحجر الأسود من دون خوف وحياء من الله.

والأقذر من ذلك، وبحسب ما جاء في تفنيد وكالة الأناضول حول سرقة العثمانيين الحجر الأسود، ويمكن الرجوع لموقع الوكالة للتأكد من صحة ما أقول، تعترف الوكالة بأن الحجر الأسود تمت سرقته ونقله لإسطنبول، لكنها تقول بكل وقاحة إن القرامطة سرقوا الحجر الأسود كراهية للبيت الحرام، بينما كان السارق السلطان سليمان القانوني، وكان دافعه من سرقة الحجر الأسود طبعا التبرك وتشريف المقام.

نعم... يسرقون الحجر الأسود وما سبقهم من أحد من العالمين إلا القرامطة، لكي يستغلوه في إبراز وإعلاء عرقهم وتاريخهم المليء بالسرقات، ولم يقم أي من آل البيت والصحابة وهم أشرف وأطهر من العثمانيين، بالمساس أبدا بأية قطعة حجر من الكعبة المشرفة ووضعها في بيته أو على مسجده أو قبره، ولم يقم أي من حكام الدولة الأموية والعباسية والفاطمية... بالمساس أبدا بأية قطعة من الكعبة تعظيما لبيت الله، حتى جاء العثمانيون خليط القبائل المشردة والمنبوذة التي لا أصل لها، وقاموا بسرقة الحجر الأسود، لأنهم شعب يشعر بالذل والنقص العرقي، ويريد أن يبني له تاريخا، لكنه تاريخ أسود مليء بالسرقات وآخرها سرقة بيت الله المقدس، ولا غرو في ذلك، فهم شعب جبل وتربى وانغمس في سرقة الآخرين فكيف لا يسرقون الحجر الأسود؟ وللسرقات بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .