العدد 4294
الجمعة 17 يوليو 2020
banner
لماذا فشلت الثورة الديمقراطية في إيران؟ (2)
الجمعة 17 يوليو 2020

بعد سقوط حكومة مصدّق بسبب المؤامرات التي دبّرتها الدول الغربية الكبيرة، خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا، ظهرت ثلاث قوى سياسية متمثلة في كل من الليبيراليين والشيوعيين ورجال الدين، وجميع هذه القوى اتحدت لتناضل ضد النظام الملكي المدعوم من الغرب.

وقد استغلت هذه القوى انعدام الديمقراطية، وفشل النظام في تحقيق العدالة الاجتماعية، وفي تضييق الهوة بين الفقراء والأغنياء لكي تنتصر في الثورة التي اشتعلت في نهايات عام 1978. بعد انقضاء أشهر قليلة على سقوط نظام الشاه، وجدت القوى الديمقراطيّة نفسها معزولة، ومرفوضة من قبل الجماهير.

والسبب في ذلك يعود إلى الهجمة الشرسة التي شنها رجال الدين للسيطرة المطلقة على السلطة، وعلى المشهد السياسي، كما تمكن الخميني بسرعة مذهلة من أن يفرض ما سمّاه بـ “ولاية الفقيه” الذي جعل منه حزام الأمان لما سيسمى بـ “الجمهوريّة الإسلاميّة”.

ويقول مهناز شيرالي إن الخميني “أسلم السياسة، وسيّس الدين”، لكي يفرغ الثورة من محتواها، ويحيد بها عن مسارها، ويجعل منها وسيلة للقضاء على خصومه وأعدائه السياسيين بقسوة لا مثيل لها، ويرى مهناز شيرالي أنه طالما ظل مناصرو الخميني في السلطة، فإن أمل الإيرانيين في التمتع بالديمقراطية التي دفعوا ويدفعون من أجلها الثمن غاليا، سيكون صعب التحقيق إن لم يكن مستحيلا مثلما أثبت الواقع ذلك منذ الإطاحة بنظام الشاه وحتى هذه الساعة، كما يرى مهناز شيرالي أن حكام إيران في الوقت الراهن يسعون من حين إلى آخر إلى انتهاج سياسة الاعتدال تجاه الغرب، وهذا ما فعلوه خلال مفاوضات جينيف بخصوص المشروع النووي، غير أن هذا لا يعني شيئا آخر غير ذرّ الرماد في العيون، واستبلاه الدول الغربية وخداعها من أجل التخفيف من الضغط الشديد الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني، وتوجيه ضربة قاسية أخرى للحركة الديمقراطية داخل إيران، والتي تحركها راهنا قوة شبابية جديدة تتطلع إلى المستقبل، ولا تعير لأفكار الخميني أيّ اهتمام، بل تراها سلسلة من العراقيل والمحرمات التي تمنعها من تحقيق أحلامها المنشودة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية