العدد 4295
السبت 18 يوليو 2020
banner
رب ضارة نافعة
السبت 18 يوليو 2020

نتحرك وسط ظروف لم نعتد عليها قبلا، بسبب آثار وتداعيات الجائحة، ومع مرور الوقت تأقلم الكثير منا على نمطية الحياة الجديدة “والحكره” في المنازل بكل تفاصيلها اليومية، وفي ذات الوقت هناك البعض القليل لا يزال “يحافص ويشادخ ويراضخ” غير مستوعب ما يجري على أرض الواقع “مثل الشرياص اللي صايده المد فوق يافوخه”، هؤلاء القلة بحاجة لوقت أطول حتى يستوعبوا ما يحصل للوصول إلى مرحلة الاقتناع والرضا، وأن هذا الأمر الطارئ سيدخل مرحلة “الفيد” والأفول متى ما تحمل جميع أفراد المجتمع مسؤولية أنفسهم.

وبالرغم مما هو حاصل وهذا ليس أمرا سهلا، إلا أن رب ضارة نافعة، فالوباء أحدث الكثير من التغيرات والعادات والسلوكيات والتصرفات الاجتماعية غير المرغوب فيها في المجتمع قبل الابتلاء، ولولا ما يمور بنا فإنه من رابع المستحيلات أن تستبدل أو تتغير، على سبيل المثال لا الحصر استفاد من وجود هذه الجائحة عدد كبير من المقبلين على عقد القران وإتمام مراسيم الزواج، فقد انخفضت تكاليف هذا المشروع التي كانت قبلا باهظة الثمن بشكل متعب للزوج، لهذا نرصد هذه الأيام اقتناص الشباب هذه الفرصة التي لن تتكرر.

الفائدة الثانية كما نلاحظها، تقلصت ميزانية الأسر المخصصة لحفلات الاستقبال الدخيلة على مجتمعنا البحريني، كالزواج وأعياد الميلاد والتخرج والطلاق “وشليطة طويلة من هالخرطي اللي مول ما يخلص”، وكانت قبل الجائحة تستنزف الكثير من ميزانيات الأسر والأفراد، أما الآن فقد اختفت تماما بين الناس، ناهيك عن الإحراجات واللوم والعتاب “والشرة” التي تحصل بين “العازمه والمعزومه”، وأحيانا تصل إلى مرحلة القطيعة “لأن فلانه ما ياتنه، وعلانه ما وجبتنه، وفلانه طح حظها” وإلى آخر “هالبربزة”.

الفائدة الثالثة وكما يبدو لي “التقندم والتحندي والتشكي” عند المواطن المديون للبنوك والمصارف التجارية وبنك وزارة الإسكان، إضافة إلى ذلك تكلف الحكومة بدفع فواتير الكهرباء عن المواطنين التي كانت في السابق “صالخة البحريني صلاخ”، خصوصا في مثل هذه الشهور شديدة الحرارة، وأخيرا اختفاء ظاهرة السهر عند طلبة المدارس خارج منازلهم. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .