العدد 4295
السبت 18 يوليو 2020
banner
الكاظمي ومستقبل العراق
السبت 18 يوليو 2020

كان لافتاً أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لتعزية عائلة المغدور الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي تأكيده أن من ارتكبوا الجريمة ليسوا عراقيين، في إيماءة بأن القتلة وإن كانوا “عراقيين” إلا أنهم ينفذون أجندة أجنبية، وكان المغدور قد تلقى تهديدات بالقتل من إحدى الميليشيات المرتهنة لإيران، كما كان لافتاً عند تعزيته أرملة الشهيد قوله لها: “أنتِ بنت عرب طيبة وعراقية أصيلة”.

من جهة أخرى لم يكن نزيف الميزانية العامة؛ الذي لم تشهد له الدولة العراقية مثيلاً منذ قيامها قبل قرن، يقتصر على فساد ممثلي أحزاب الإسلام السياسي في الحكومة والبرلمان فحسب، بل وتقاسم الإيرادات المالية للجمارك الحدودية فيما بينها، ومن هنا جاءت زيارة الكاظمي لمعبر “المندلي” حيث يجري حلب الموارد المالية الجمركية لصالح الميليشيا المسيطرة عليه وتهريب المخدرات والعملة والمنتوجات الغذائية الفاسدة، وكان يسمح لمليوني زائر إيراني في المواسم الدينية - خصوصا زيارة الأربعين - بالعبور من هذه المنافذ بلا تأشيرات دون أن تعامل طهران الزوار العراقيين لإيران بالمثل! الكاظمي أكد خلال زيارته المندلي بأنه لن يسمح بسرقة المال العام بعد الآن، وستخضع المنافذ جميعها لسيطرة الدولة وقواتها.

وفيما معظم محافظات العراق تغرق ساعات طويلة في الظلام في عز الصيف كشف تقرير للجنة النفط والطاقة البرلمانية أن وزارة الكهرباء أكثر الوزارات استحواذاً على مخصصات مالية لمشاريعها، وبلغت خلال 15 عاماً أكثر من 62 مليار دولار ذهبت في الفساد وسوء الأداء والتخطيط، وأكّد الكاظمي في ضوء هذا التقرير الصادم أن ملف قطاع الكهرباء أحد أهم التحديات التي تواجه حكومته، وأنه سيتم سد منافذ الفساد في هذا القطاع، وأمر بتفعيل مشاريع الكهرباء المتوقفة وتزويد المولدات الأهلية بالوقود مجاناً.

الحال... ثمة بصيص من الأمل إذا ما تمكن الكاظمي من منصبه المؤقت -كمرحلة انتقالية – من المضي قُدماً في تطهير جهاز الدولة من المفسدين، لكنه بلا شك بحاجة إلى دعم داخلي وإقليمي عربي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .