العدد 4296
الأحد 19 يوليو 2020
banner
شهادات أم مهارات
الأحد 19 يوليو 2020

يتجه العالم بأسره نحو منعطف جديد، لاسيما بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتماده المهارات في التوظيف بدلا من الشهادات، وهو ما يغير خارطة الطريق لقراءة المستقبل، خصوصا أن الأغلبية اعتادت إجراء أبحاثها حول أفضل الجامعات التي من الممكن أن يلتحق بها أبناؤها، فتنوعت واختلفت في كل عشرين عاما، بدءا من جامعات الهند والعراق ومصر، وصولا إلى الجامعات البريطانية والأميركية بالمئة عام المنصرمة.

إن الإعلان الأخير له ما له وعليه ما عليه، ولست هنا بصدد تأييده أو معارضته، لكنني أطرح أمام السادة الجمهور عددا من الأمور التي باتت واضحة للعيان ومنها، أولا: توافر المعلومات بإسهاب وبشكل دقيق ومنظم على الشبكة العنكبوتية ومن مصادر ذات ثقة.

ثانيا: اتجاه العالم نحو اهتمامات جديدة في العشرين عاما الماضية، منها علوم الطبخ والضيافة والفنون أكثر من أي وقت مضى. ثالثا: ظهور علوم جديدة وسريعة ومتغيرة تهتم بشكل أو بآخر بالحواسيب والشبكة العنكبوتية وعلوم الفضاء وغيرها من المتغيرات التي باتت أسرع من عقارب الساعة.

رابعا: مرور العالم بأسره بعدد من الأزمات الاقتصادية في العشرين عاما المنصرمة وآخرها ما نعايشه حاليا من تبعات جائحة كورونا. خامسا: تواجد قنوات وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت الأسرع والأكثر مشاهدة، وأساس وصول المنتج للزبون بأسهل طريقة ممكنة.

ومما سبق يتبين أن العالم يتجه نحو اندثار أكيد لعدد من التخصصات الموجودة حاليا وبكثرة، حيث باتت كثرتها دون طعم أو لون، ويتجه أيضا نحو فتح مجالات أكثر دقة لأصحاب التخصصات العلمية البحتة أو المهارات التي تعتمد على الحرف اليدوية، وأرى توازنا حقيقيا لعالم يجمع ما بين الشهادات والمهارات، فلا العلم وحده سيطعمنا بعد موت خباز الحي، ولا مجال للتقدم وبناء الحضارة دون العلوم الأكثر دقة وأهمية في عالم باتت أغلب معاملاته افتراضية وذات أبعاد مختلفة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .