العدد 4298
الثلاثاء 21 يوليو 2020
banner
ماذا بعد؟
الثلاثاء 21 يوليو 2020

كثيرًا ما يسأل هذه الأيام، ما الذي ستكون عليه الحياة فيما بعد ما نأمله من القضاء أو السيطرة على مرض كورونا (كوفيد 19)، فهل سيبقى الناس على ما كانوا عليه، أم أنهم سيتغيرون، وستتغير الحياة، وتصبح مختلفة عما كانت عليه في السابق؟

أسئلة تدور في أذهان الكثيرين، فإنه من غير المنطقي أن تعود الحياة إلى طبيعتها السابقة، وإن كانت هذه الفرضية محتملة لدى البعض نوعًا ما، مبررين ذلك بأن الإنسان ينسى بطبعه، وبالتالي قد لا يلتزم بما يجب عليه الالتزام به، خصوصًا بعد مرور مدة طويلة من الزمن على المشكلة.

من ناحية أخرى، هل ستقلل الجهات المختلفة اهتمامها بالدعوة إلى الالتزام بالاحترازات الصحية الواجب اتباعها بعد أن صدحت منابرها عبر كل الوسائل المتاحة والممكنة بضرورة توخي الحذر؟ فالدور التوعوي له تأثيره المهم، إلى جانب الاشتراطات المفروضة قانونًا، والناس قد لا يستشعرون بقاء الخطر ما لم يجدوا باستمرار التوعية الملائمة حتى مع غياب الحاجة الملحة لها، لأن السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها أمام هكذا ظروف، ولا أحد على دراية بما يخبئه المستقبل.

ومن الطبيعي أيضًا أن تلقي الظروف الراهنة ظلالها على نسبة كبيرة من الناس، ليغدوا فيما بعد مختلفين تماما، ملتزمين إلى الأبد بالاحترازات الكفيلة بحمايتهم وحماية أسرهم ومن حولهم، وبما أن القلق قد لا يساور الناس لهذا السبب وحسب، بل يطفو على السطح سبب آخر مهم جدًا أيضًا ألا وهو الأمراض النفسية والجسمانية المتوقع تفاقمها من هذه الجائحة، لذلك بات من الضرورة بمكان أن تكون الجهات المعنية متأهبة تمامًا ومحترزة هي الأخرى لكل السيناريوهات المحتملة وغير المحتملة حيث لا ينفع - مع عدم الاستعداد – حينها الندم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .