العدد 4299
الأربعاء 22 يوليو 2020
banner
عبدالله يوسف.. وثلة “مكسري المجاديف”!
الأربعاء 22 يوليو 2020

قبل أيام، توج لاعب منتخبنا الوطني عبدالله يوسف مع فريقه سلافيا براغ التشيكي بلقب دوري بلد البولكا - رقصة رشيقة طابعها المرح - فكان تتويجًا تاريخيًّا لأول لاعب خليجي مع فريق أوروبي.

ولأن الإنجاز سابقة خليجية، فقد تسابقت وسائل الإعلام للظفر بتعليق من لاعبنا الفذ، وأصبح اسم عبدالله يوسف على كل لسان وفي كل محطة رياضية ناطقة بالعربية، وسعد الجميع بفوز سلافيا براغ وإن كانوا من غير مشجعيه، “فمن أجل عين تكرم ألف عين”، خصوصا عندما تكون العين بحرينية!

غير أن البعض لم يهنأ له بال، وهو يشاهد نجما بحرينيا متألقا في القارة العجوز، فجاءت تعليقاته على وسائل التواصل الاجتماعي سلبية ومجحفة في حق اللاعب، بجريرة أنه “غير مؤثر في صفوف المنتخب الوطني، ولا يستحق كل هذه البهرجة”!

والحقيقة أن عدم بروز عبدالله يوسف مع المنتخب ليس جريمة ليوضع إنجازه الأوروبي في قفص الاتهام، فهذا أمر، وذاك أمر آخر، ولمن يحاول “فلطحة” ما حققه لاعبنا الخلوق مع ناديه، نكاية بتواضع مستوياته مع المنتخب أقول له بصريح العبارة: “خلك_في_البيت”!

ولا أعلم، هل غاب عن هؤلاء ليونيل ميسي، وهو أحد أعظم اللاعبين في العالم، فلم نره يقدم لمنتخب الأرجنتين إلا الحسرة، وما حقق لبلاد الفضة غير الفضة، بينما الذهب كان من نصيب برشلونة الإسباني على الدوام وبقدمه وسحره وعرق جبينه!

فهل خبا نجم ميسي لعدم قيادته منتخب التانغو إلى كأس العالم؟ وهل وصف باللاعب العادي يوما لأنه لم يتوج الأرجنتين على العرش الكروي كما توج برشلونة مرارا وتكرارا؟

إنه لمن المؤسف أن تروج بعض الآراء السطحية على هذا النحو في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت فضاء مفتوحا لكل من هبّ ودبّ، يدسون فيها آراءهم الساذجة وهم لا ينظرون إلى أبعد من أرنبة أنوفهم، فيقللون من قيمة نجمنا الرائع الذي كافح وتحمل شقاء الغربة عن الديار لملاحقة حلمه الواعد، فنجح في تشريف البحرين من بوابة لم يسبقه لها أحد.

إن نجاح عبدالله يوسف ما كان ليتحقق لو لم يكن هذا اللاعب منضبطا ومجتهدا، وهو ما جعله يبرز في التشيك بلد الأسطورة نيدفيد صاحب الصولات والجولات في عالم الساحرة مع فريق السيدة العجوز يوفنتوس، لكن العزاء بأن المنصفين والمشجعين لكفاءة عبدالله أكثر بكثير من ثلة “مكسري المجاديف”.

وفي الختام، نصيحتي لعبدالله يوسف أن يسير إلى الأمام؛ ليعانق طموحاته الكبيرة، دون أن ينظر إلى مثل هذه الآراء “الهدامة” التي لا ترتكز على واقعية أو منطق، إنما هي شعور بالغيرة وضياع في خضم واقع جميل رسمه عبدالله يوسف للاعبي البحرين والخليج، ولكنه لن يطأه إلا من يجتهد ويعمل على تحقيق تطلعاته حتى وإن بدت مستحيلة، فبداية الألف ميل خطوة، خطوة فقط!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية