العدد 4300
الخميس 23 يوليو 2020
banner
الصين بعد كورونا
الخميس 23 يوليو 2020

ادخل محلا للإلكترونيات أو الكمبيوترات المحمولة والهواتف، ادخل محلا للملابس، واسأل عن شيء ليس مصنوعًا في الصين، سيبتسم لك البائع مشيرًا بيديه: “أوول فروم تشاينا”، وإذا تجولت في المحل فستتأكد بالفعل أن كل شيء صنع في الصين، وأن الشيء الوحيد الذي ليس صينيًا في المحل هو العامل.

الصين صنعت كل شيء حتى فوانيس رمضان التي يلعب بها الأطفال، الصين تبيع والعالم كله يشتري، العالم كله يتحدث عن كيفية الصعود الصيني الكبير والفائض المالي الهائل الذي أنجزه هذا البلد والذي جعله يتحدث والعالم كله يستمع إليه، بما فيه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

كما أن الصين لديها احتياطات مالية ضخمة، وهي مسألة يجب التركيز عليها في العلاقات مع الصين، فنحن بحاجة لزيادة حجم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ولاشك أن العالم كله سيخطب ود الصين ويسعى للحوار معها، ذلك الحوار الذي سارعت إليه الولايات المتحدة نفسها منذ عهد رئيسها السابق بوش، وهذا السعي العالمي للشراكة مع الصين ليس غريبًا، فرغم كونها دولة شيوعية إلا أنها في نفس الوقت القوة العالمية الأولى في الاحتياطي النقدي الأجنبي، فهي تملك أكثر من 2 تريليون دولار.

وأثبتت الصين أن المسألة ليست مسألة آيديولوجيا فكرية أو اقتصادية وليست مسألة أفكار، لكن المسألة مسألة من الذين ينفذون هذه الأفكار على الأرض. ألم نر جميعًا أن الأزمة المالية العالمية التي جعلت العالم الرأسمالي يركع على ركبتيه، لم تكن بالنسبة للصين أكثر من تخفيض ضئيل ومؤقت لقطار الاقتصاد الصيني السريع؟!

 

وأهم ما في المسألة أن الصين تعمل وتسطر الإنجازات في صمت، ولكن يبقى السؤال: هل ستحافظ الصين على مكانتها بعد أزمة كورونا؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .