العدد 4302
السبت 25 يوليو 2020
banner
“هالايام ما عندنه إلا سالفة كورونه”
السبت 25 يوليو 2020

في المقالة الأخيرة ذكرنا بعض الفوائد التي استفاد منها أفراد مجتمعنا البحريني مما خلفته الجائحة ثقيلة الظل علينا من عبر ودروس وإعادة للحسابات وترتيب للأولويات في الكثير من الأمور والسلوكيات الاجتماعية والمعيشية والحياتية التي كانت سائدة قبل الجائحة، وقد تتفاوت بنسب مختلفة بين شخص وآخر وبحسب الثقافة والوعي والاطلاع والإدراك واستشراف المستقبل.

ونزولا عند رغبة عدد من القراء الأعزاء نضيف المزيد من الفوائد التي نأمل تجنبها أو تقنينها من قبل أهلنا في البحرين ودول الخليج العربي بعد الانتهاء من هذه الجائحة المؤقتة، فهناك فائدة أخرى متمثلة في اختفاء الحشود الغفيرة من المعزين أثناء فترة دفن موتانا وموتى أهل الديرة، فقد اختفت تلك الطوابير الطويلة المرهقة لكبار المواطنين وأصحاب الأمراض المختلفة في المقابر، وتم الاكتفاء بأسرة المتوفى وذويهم والاتصال بشتى وسائله، التزاما بالإرشادات الصحية الصادرة عن الفريق الوطني الطبي “قواهم الله فهم على العين والراس”، وذلك بما يتعلق بمثل هذه المناسبات الاجتماعية التي عادة ما يشارك فيها الكثير من الحضور.

أيضا في هذه الفترة انحسرت المظاهر وتقلصت المبالغ المالية التي كانت تخصص لمراسم العزاء والكلفة باهظة الثمن، وعلى وجه الخصوص تلك التي تقام في بعض مجالس عزاء “الحريم”، إذ “ما يتم شي ما يحطونه جدام النسوان، صفاري البوفيهات أشكال وأرناق وفيها كل ما تشتهي النفس، والمضيفات الآسيويات كل وحدة متصقله ومتعدله، والكيك كل وحده عندها الزود ومكتوب عليها عبارات المواساة، وهصوب الصواني متروسة من العطورات الغالية والعود والبخور الزين، يعني ما باقي إلا يحطون المشموم والورد لمحمدي ويلحقونه باليباب وصقال الطيران ولطبول وجم وحده ترقص على كتر!!”، وهناك صور أخرى مقززة لا تتناسب إطلاقا مع هذه المناسبات الحزينة، وكما يبدو لي كغيري الهدف من إقامتها “لمفوشر ولمسايق والمباهاة والمفاخرة جدام المعزي، أيه الله يرحم أهل البحرين الأوليين، كانوا في مثل هذه الحالات يكتفون بالقهوة المرة وماي البرمه وقام الشوط”.

الفائدة التي بعدها “سالفة القدعات أو الفالة”، حيث كانت ربات البيوت يستعدن لها مبكرا وذلك أثناء زيارة صديقاتهن بدون مناسبة، فقد اختفت تماما من البيوت وبالتالي تم توفير كلفتها “وافتكوا من هالقثه والتبذير وما قصرت يا كورونه شكرا لك”. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .