العدد 4302
السبت 25 يوليو 2020
banner
نهاية ثورتين
السبت 25 يوليو 2020

في كل عام من هذا الشهر حيث تحل ذكرى ثورة 23 يوليو 1952 المصرية بقيادة الزعيم الوطني والقومي جمال عبد الناصر، وثورة 14 تموز العراقية 1954 بقيادة القائد الوطني عبد الكريم قاسم، يتجدد الجدل حول الموقف من الثورتين ومن قائديها وتقييمهما، إلا أنه من الإجحاف بمكان مساواة كلتا الثورتين بالانقلابات العسكرية العربية الاخرى؛ فبفضل هاتين الثورتين حقق  كلا البلدين العربيين إستقلالهما التام غير المنقوص وسيادتهما الوطنية الكاملة، وتحررا من الوصاية الإنجليزية التي كانت تحد من إرادة النظامين السابقين الكاملة، وبفضل هاتين الثورتين تحققت إصلاحات وتحولات إجتماعية جذرية لصالح شعبيهما، وبخاصة الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، ولولا هذه الإنجازات الملموسة لما حقق قائداهما - ناصر وقاسم - شعبية جماهيرية لا ينكرها إلا جاحد مكابر أو ذو أفق سياسي ضيق. بهذا المعنى تكتسب  كلتا الثورتين عن جدارة صفة “ الثورة “، ولا يغير من هذه الصفة الأخطاء القاتلة التي وقع فيها زعيما الثورتين والتي مكنت قوى الثورة المضادة من الإجهاز على مكاسبهما؛ فبإعدام قاسم على في أحداث فبراير شباط العام 1963 أنتهت ثورة 14 تموز، وبوفاة عبد الناصر المفاجئة العام 1970 أنتهت ثورة يوليو.

ويُعد تغييب الديمقراطية ونزعة التفرد بالحكم لدى القائدين هو الخطأ الرئيس الجسيم التي تندرج تحته جميع الأخطاء القاتلة، وإن كان تدني الوعي الشعبي بأهمية الديمقراطية يتحمل نصيبا أيضا في مسؤولية هذه الأخطاء حيث كانت تطغي حينذاك مهام التحرر الوطني على وعي الشعوب العربية أكثر من الوعي بأهمية ربطها بالحقوق الدستورية والديمقراطية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .