العدد 4302
السبت 25 يوليو 2020
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
عندما ينام الرصاص على ذراع زهرة
السبت 25 يوليو 2020

كي نخرج من وجع السياسة قليلا، وكي نريح بندقية الحروف قليلا، لابد من الالتجاء إلى عالم الأدب، حيث النثر يأسر الشعر ليختلطا في دورة دموية واحدة.

نوقف الرصاص قليلا ليستحم مع باقة ورد، فلربما يلين الرصاص وتقوى وردة رميت في النهر اشتهاء.

ألتجئ إلى عرين الأدب كلما ضاق بي الخناق في غابة الحياة؛ لأنتعش بالحب نصا وموسيقى، فألتجئ إلى (الاستوديو) الخاص بي لأسجل مقطوعاتي التي بلغت الآن ست نصوص أدبية بمقطوعات موسيقية آخذة في الازدياد.

أعددتها كقربان للحب، ولكل العاشقين ممن أعرفهم وممن سقطوا في شوارع الحب ضحايا عشق كاذب أو قرابين حب صادق. هذه النصوص ألقيتها بصوتي مع الموسيقى لإيماني أنه وحده الحب قادر على صناعة الأمل ليخلق أجنحة لجروح عاشق، أو دمع عاطل، أو تاجر يسأل كسبا، أو أب يرسم عشا.

عندما نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو إله الحب والجمال والإنسان سيكون للحياة مذاق وللرحمة طبق ذهبي للسلام وللسبحة اشتهاء يفوق كل اشتهاء.النص. ((عُد بي إلى حيث كُنتُ قبل أن ألتقيك، ثم ارحل). عد بي إلى حيث كنت، يسكنني جُرحُ الوحدةِ واليومَ مسكونٌ بجُرحين: جُرحِ العناقِ وجُرحِ الفراقِ.. عد بي حيث كنت، أعانقُ كلَ من التقيه، وأبسِم للعائدين والراحلين في شوارعِ العشقِ ولا أحدَ يستوقفني غيرُ قلبي والطريق.. أضاحكُ حرا كما السحابْ، وأرقُصُ حرا بلا دمعِ الحبيبِ أو إلحاحِ عتابْ.. وأسكُرُ بخمرةِ السَهرِ الطويلِ بلا سميرٍ لكلِ من يطْرُقُ في هوى الليلِ بابْ، فكلُ الوجوهِ واحدةٌ، وكلُ العطورِ واحدةٌ ولا يهتمُ قلبي لمن يطْرُقُ بابي أو من يريدُ بعدَ اللقاءِ الذهابْ... وأنت الذي جئتَ يوما زرعتَ بعمقِ هذا الفؤادِ العذاب... احرقتَ في الحبِ كلَ المراكبِ، واشعلتَ قلبي بعودِ ثِقابُ... أنا في الاحتراقِ أموتُ سنينا وأحيا سنينا، فلا أنا في البعدِ قريبٌ، ولا أنا حرٌ في الإياب.

غريبا أسيرُ بكلِ المرافئ واغسِلُ كلَ الشواطيِ دمعا، فلا أنا في موطنٍِ ولا أنا في الاغتراب.

كفرت بالحُلمِ والحالمين ومزقتُ كلَ صورِ الذكرياتِ حتى سقطتُ قتيلا على على مذبحِ الحبِ الذي كان يُدعى اجتِذاب.

بربِك عُدْ بي بربك عد بي بربك عد بي إلى حيث كُنتُ قبلَ أن ألتقيك، ثم ارحل ثم ارحل تعبتُ من النومِ فوقَ الرخام. ويأكلني البردُ ويُدفئني الدمعُ ويصرعني الليلُ بصوتِ انتحاب .. (مجازا أقول: انتصرتُ، مجازا أقولُ خسرتُ، ويمتدُّ وادٍ سحيقٌ أمامي، وأَمتدُّ فيما تبقَّى من السنديان، وثَمَّة غربتان تَلُمَّانني من جهاتٍ ثلاثٍ ويحملُني طائرانِ إلى الجهة الخالية من الجرح والهاوية لئلاَّ أقولَ: انتصرتُ لئلاَّ أقول: خسِرتُ الرِهان). ((لأني أحبّك، يجرحُني الظلُّ تحت المصابيح. )).... وأيُ صبحٍ وأنت بعيدٌ في الظلام... وأي حبٍ يجيء بعدك ليس حبا ولا غرام. ...يقولون حبٌ وهو كذبٌ. وكلُ العباراتِ كلامٌ في كلام.

فانت الذي كنتَ تنقِشُ بالحبِ صدحَ العصافيرِ بعيني وتَرسِمُ كلَ النوارسِ وتجعلُ كلُ الحمائمِ تطيرُ.

تصفقُ للحبِ وتجعلُ من العشقِ عشا لتسكنَ فيه جميعُ الحمام. فأنت الاحتراقُ وأنت الرعودُ إذ تستفيقُ وأنت بكلِ الشتاءِ بردٌ يصفقُ للقُبلِ المشتهاةِ على كلِ الشفاهِ لينعمَ كلُ العاشقين ببردِ الشتاءِ ودارِ السلام.

مكانُك قلبي وإن عز المكان ... وداريّ قبرٌ وإن نام فيها الخلودُ، وموتي خلودٌ إذا ما كنتَ حاضرا في الزمان.

أراك في العيدِ طفلا يغني ويبسِمُ للريحِ براءةَ عينٍ تسائلُ عني. وعني ومني ومني وعني وأنت في الليلِ قمري وفني وفي الصبحِ شمسٌ تُعيدُ الجمالَ وتفضحُ كلَ الوشاةِ وما لفقوه من تجن. أعانقُ كلَ من التقيه، وابسِمُ للعائدين والراحلين في شوارعِ العشقِ ولا أحدَ يستوقفني غيرُ قلبي والطريق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية