العدد 4303
الأحد 26 يوليو 2020
banner
الجيوش البيضاء
الأحد 26 يوليو 2020

تحدثنا تقريبًا في كل شيء، ورفعنا القبعات لخلية الأزمة التي تابعت بكل نجاح واقتدار ومهنية تبعات جائحة كورونا، تحدث الجميع عن الآثار، عن التحديات، عن عالم ما بعد “كوفيد 19”، ولكنهم لم يتحدثوا بالاستفاضة التي تستحقها جيوشنا البيضاء والتي تتقدم الصفوف الأمامية وتعرض حياتها للخطر من أجل أن ينعم الإنسان في بلادنا بتمام الصحة وبهاء العافية.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه كعادته لم يترك هذا القطاع خالي الوفاض من الدعم، أو المساندة، فقام سموه بحكمته المعهودة بإعفاء الأطباء الذين لم يتمكنوا من تجديد تراخيصهم بسبب “كورونا” من أية غرامات تأخير أو أية مخالفات مالية أو أية إجراءات يمكن أن تترتب عن هذا التأخير؛ تقديرًا لطواقمنا الطبية وجيوشنا البيضاء لما يقومون به من جهود، وما يبذلون من تضحيات من أجل الذود عن مرضانا، والوقوف بمهنية واستغناء وتفان إلى جانب المصابين بهذا الفيروس اللعين.

في رسالة من قيادات نسائية طبية تم رفع أسمى آيات الشكر والتقدير لسمو رئيس الوزراء على توجيهات سموه الكريمة بهذا الخصوص، واصفين الأب الرئيس بالحكيم الذي حصنت حكمته الجميع في الأزمات، ووقفت باتجاه تشجيع كل منظومة المجتمع البحريني للتفاني من أجل الذود عن مقدرات الوطن والدفاع عن مكتسباته وإنسانه في مختلف الظروف والأحوال.

وللحق أقول إن الرئيس القائد لم يترك شاردة ولا واردة إلا ونجد سموه متقدمًا الصفوف إزاءها، يوجه، ويذهب، ويصدر من قرارات، ويعقد الاجتماعات، ويسهر الليالي، من أجل صون كرامة الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض الطيبة، لا فرق عند سموه بين هذا أو ذاك، فالجميع سواسية في الإنسانية، حقوقًا وواجبات، والجميع متراصون جنبًا إلى جنب في مواجهة الكوارث والجوائح والأزمات، والجميع متطلعون دائمًا إلى المكرمات الكريمة، والوقفات النبيلة من لدن سموه في جميع المفترقات، وعلى مختلف الصعد والمجالات.

إن بلادنا تمر مثلها في ذلك مثل أي بلد آخر بآثار تعددت مشاربها، وتمددت أبعادها، ووصلت إلى حدود أقوات معيشة أيامها، فتأثر الرزق، وتأثر الأداء، وتراجع النمو الاقتصادي، وانكشفت قطاعات لم تكن في أحسن أحوالها، وتراءت خيالات وجثمت كوابيس ما أنزل الله بها من سلطان، وعلى الرغم من وقفة الحكومة والدولة والناس بجانب بعضهم البعض، ورغم الدور الكبير الذي لعبته اللجنة التنسيقية بتوجيه من عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ورئاسة رئيس اللجنة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وفقه الله إلا أن المملكة مازالت تحتاج لمؤشرات قياس من أجل تعيير أو تدقيق أو فرز الآثار التي تعرضت لها من جراء جائحة كورونا خلال النصف الأول من العام الجاري 2020.

صحيح أن المؤشرات الأولية لأداء بعض المصارف تبشر بالخير، لكن الصحيح أيضًا أن هناك قطاعات أخرى لم تدرج ضمن الأنشطة الأكثر تأثرًا بجائحة كورونا، ما هي هذه القطاعات؟ ما هو حجم تأثرها بالجائحة؟ وعلى أي قاعدة بيانات تم الحكم على المدى الذي ذهب إليه أداء هذه القطاعات؟ كل ذلك يحتاج مثلما أشرت يا صاحب السمو إلى مؤشر قياس لا يرتبط بالضرورة بالناتج المحلي الإجمالي، أو بالمعدل العام للنمو الاقتصادي، لكنه يتصل مباشرة بالدخل المتأتى من ممارسة تلك الأنشطة خلال فترة الجائحة، وبالمعاناة التي أثرت في أدائها وجعلتها أقل قدرة على التكيف مع ارتدادات الموجات المتعاقبة لهجمة الفيروس الغامض.

سموكم بدأتم بقطاع الجيوش البيضاء، وهو يستحق الكثير، لكننا مازلنا أمام العديد من الآثار التي يمكن تجنب تداعياتها بتوجيهات كريمة من سموكم، وبتصويب حكيم من جانبكم، الله يحفظكم ويرعاكم ويسدد على طريق الخير خطاكم، إنه سميع مجيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية