العدد 4306
الأربعاء 29 يوليو 2020
banner
رائد البصري
رائد البصري
تحقيق التميز المهني والذكاء العاطفي
الأربعاء 29 يوليو 2020

عندما نبدأ رؤية واضحة لأهدافنا الوظيفية، يزداد اعتمادنا على كلمة “المهنية” أيضًا ولكن ماذا تعني بالضبط، معظم الناس يعرفونها على أنها مجموعة من الخصائص والكفاءات مثل الذكاء والمرونة والرؤية مع ذلك دائماً نضع في الاعتبار بأن جميع من يطمحون لأن يكونوا محترفين في نفس المجال ولاستكشاف مصطلح المهنية أصبح مرادفاً للعلامة الشخصية الفردية التي تجعل له هوية مميزة في مكان عمله حيث تميزه عن السمات والمخرجات عن المنافسين الآخرين.

إن أساس النمو المهني هو “الذكاء العاطفي” لكونه مربوطًا مع أدوار العمل وعلى مشاعرنا كما يمكننا معرفة احتياجات العميل عند حدوث خلل في المشروع. وببساطة فإن الذكاء العاطفي المتوازن سيكون مفيداً في تسهيل التميز المهني وبدون وعي هذا المفهوم لا يكون قادرًا على كيفية تطوير مواقفك تجاه توقعات عملك. كما يتمحور الذكاء العاطفي على أربعة محاور أساسية وهي على النحو التالي:

أولا: الوعي الذاتي: العجلة في أوقات الذروة أو الغضب في لحظات الخلاف كبشر لدينا نظام داخلي يجعلنا على استعداد للتصرف في هذه المواقف وهذا نظام يمكن تحسينه أو تعديله بنا على مرحلة الوعي الذاتي حيث يركز النظام على الاستجابة في المناطق التي تحتاج إلى التحسينات المرغوبة.

ثانيا: الوعي الاجتماعي: كمهنيين محترفين فإن بيئة العمل اليومية تتضمن العمل مع الأقران والإدارات والجهات المعنية الأخرى، كموظف فإن احتمالية أن تعمل بعزلة عن الآخرين قليلة جداً وبالتالي فإن العمل نحو بناء استجابة أفضل لمطالب الآخرين وهو أمر بالغ الأهمية لتبرز بصفتك لتكن من خلال أداة تواصل ذا نفوذ ومفاوض وعضو فعال في الفريق.

ثالثا: إدارة العلاقات: نوعية تعاملاتنا تعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا مع الآخرين، وعلى قدرتنا على الاستماع إلى وجهات نظرهم، كما تعتمد على صحة تلبية متطلباتهم وبالتالي فإن مهارة الاستماع والاستجابة تعد عناصر مهمة للذكاء العاطفي الصحي التي تشعر الآخرين بالتقدير والقبول.

رابعا: إدارة الذات: الوعي بمشاعرنا وردات الفعل المتوقعة للمواقف المعطاة ليست كافية يجب أن تتمكن من أن تتعامل مع هذا الموقف بلباقة لحماية مصالحك وفي نفس الوقت يجب أن تحافظ على احترام وجهات النظر الأخرى.

نمودج تطبيقي يواجه اللاعبون ضغوطًا مختلفة من قبل الخصوم في الملاعب سواء من اللاعبين نظرائهم أو جمهور الخصم، هناك لاعب يقع تحت الضغط مما يؤدي إلى انفعاله ويفقد التركز ويرتكب أخطاء تؤدي إلى طرده وخروجه مما يؤدي هذا التصرف إلى خسران الفريق لمجهوده وهناك لاعب آخر يتعرض لنفس الضغوط من الخصوم أو الجماهير ولكن بسبب (ميزة الذكاء العاطفي) لا يفقد التركيز ويجعل من الضغوط حافزا وسلوكا إيجابيا مما يسهم في دعامة فريقه.

إن تحقيق التميز المهني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحفاظ على السلوك الايجابي، فالسلوك بدورة يتأثر بذكائك العاطفي، ولهذا فإنه من الضروري تطوير قدرتك على التحكم بمشاعرك وردات فعلك تجاه المواقف سواء الايجابية منها أو غير السارة وذلك لتتمكن من توظيف آداب وأخلاقيات العمل لتزرع الثقة والتعاون والانتماء داخل مكان العمل والوصول إلى تطلعات الإدارة لتحقيق التركيز والاستقرار الوظيفي لينعكس على العامل الإنتاجي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .