العدد 4307
الخميس 30 يوليو 2020
banner
صور من استهتار الموظفين في بعض القطاعات
الخميس 30 يوليو 2020

كمواطن ومراجع وقفت موقف الحيرة الهامسة بالعجز يوم الثلاثاء الماضي إزاء موقفين تعرضت لهما، الأول في أحد البنوك والثاني في إحدى الإدارات الحكومية الخدمية، وكل ما نطلبه هو العناية ببعض أبواب “السنع” والعمل بذمة وضمير وخدمة المواطن ومعرفة جوهر رسالة الإخلاص والتفاني والالتزام بمكارم الأخلاق.

دخلت البنك الفلاني لتخليص معاملة، وأخذت رقما وجلست مع غيري من المراجعين ننتظر الموظفة لتخرج من جمودها وتبدأ إنجاز العمل، خصوصا أن عدد المراجعين لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، لكن انتظارنا طال مع هذا الطراز الغريب من الموظفات اللاتي لا يستحين من الاستهتار والتقصير، فالأخت تركت المراجعين ورفعت سماعة الهاتف وتكلمت أولا مع الخدامة عن “الغده”، وبكامل تفاصيل المقادير، وبعد أن أنهت المكالمة الأولى ظلت فترة طويلة حائرة أمام جهاز الكمبيوتر وكأنها تريد إجراء اتصال آخر، وبالفعل أجرت اتصالا آخر مع ابنها وقد تولتنا الدهشة عندما سمعناها تتحدث مع الابن عن “البليستيشن”، وعما إذا كان قد تناول “الريوق” أو لا، ولم تكتف بذلك، بل استكملت استهتارها بالمقياس الصحيح حينما أجرت اتصالا ثالثا مع الخياط تسأله عن “دفة العيد”!

وقبل هذا الموقف الحافل بالألم والمعاناة، اضطررت إلى الدخول على أحد الموظفين بإدارة حكومية للاستفسار عن صحة الخطاب الذي أحمله من جهة ما، لكي تسير الإجراءات بالصورة المطلوبة، لكنه استقبلني بنوبة غرور وهيجان بدون داع، وأطفأ مصباح المناقشة بسرعة الضوء ومضى إلى غير رجعة بعدما قالها والغضب يجلجل داخل حلقه “مب ذي الورقة”.

ما هذه الصورة التي نراها في بعض الوزارات والمؤسسات والقطاعات المختلفة، والصفات والخصائص التي لا يمكن أن يتحلى بها أي موظف كان، ثم أين رؤساء العمل ومتابعتهم والبحث عن المشكلات، أم أن الاتصال بهم متعذر أو ممنوع. إن هذه القلة من الموظفين تحتاج إلى ردع وعلاج حاسم وعقوبات وضبط ورقابة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية