العدد 4307
الخميس 30 يوليو 2020
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
سارقو التاريخ... سرقة الحضارة العربية الإسلامية
الخميس 30 يوليو 2020

كما يعرف القاصي والداني والتاريخ ومؤرخوه، أنه في الوقت الذي كان فيه أجداد العثمانيين من قبائل منغوليا والقوقاز الهمجية الوثنية تعيث بالأرض فسادا وجهلا، بنت الامبراطورية العربية الإسلامية بدولها الأموية والعباسية والفاطمية وبقية الدويلات العربية، حضارة إنسانية شملت الطب والفلك والفلسفة والعلوم والبحار والفقه الإسلامي، ولم تجرؤ حضارة من الحضارات الإنسانية أن تقدم ما قدمته الامبراطورية العربية الإسلامية للبشرية جمعاء.

لكن هذه الحضارة الإنسانية التي بنتها الامبراطورية العربية الإسلامية، دمرتها جحافل أحفاد خليط المشردين والسراق والرعاع والهمج من بلاد ما وراء النهرين وبلاد فارس وقزوين والبحر الأسود والقرم والبلغار والأرمن والبيزنطيين، الذين تسموا باسم العثمانيين، ووضعوا الخنجر الأخير بخاصرة الدولة العباسية، ليحتلوا البلاد العربية عام 1517، تحت حجة الخلافة العثمانية الملعونة، وليبدأوا مرحلة إنهاء أية مساهمة حضارية إنسانية للعرب المسلمين بشتى العلوم، وليقوموا بنهب وسلب خيرات البلاد العربية ونقلها لأرض الأناضول، التي احتلوها وسرقوها من الامبراطورية العربية واستوطنوا بها، وعملوا على تهجير أهلها العرب والكرد وطردهم طوال عشرات السنين.

لقد أذاق هؤلاء المحتلون العثمانيون العرب المسلمين أقسى صنوف الاستعباد، وانشغل العرب المسلمون بالبحث عن لقمة العيش وترك البحث والعلم، بل إن من كان ماهرا بحرفة ما، اقتادوه قسرا إلى بلادهم وجعلوه يبني ويعمل لصالحهم وصالح عرقهم.

 

لقد كان هدف العثمانيين تدمير الحضارة العربية الإسلامية الإنسانية، ولم يريدوا رؤية أي عربي مسلم يقوم بالبحث العلمي، أو استكمال التفوق العربي بالطب والفلك وشتى العلوم، حتى لا تقوم قائمة للأمة العربية، لهذا، وخلال فترة الاحتلال العثماني القذر للإنسانية لم يظهر عالم عثماني لا بالطب ولا الفلك ولا الفقه ولا شتى العلوم، لأنهم شعب همجي خليط من عدة قوميات، ليست لديه حضارة ولا تاريخ ولا مساهمة بالحضارة الإنسانية، ولهذا انطفأت شمس العلوم والحضارة العربية بسرقة العثمانيين المقبورين للحضارة العربية الإسلامية. وللسرقات بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية