+A
A-

جديد مفاوضات سد النهضة.. مصر: إثيوبيا لا تريد اتفاقاً

في وقت تتزايد فيه التوترات حول السد المشيد على النيل الأزرق، وبعد أن نشر التلفزيون الإثيوبي قبل أيام فيديو يعرض لأول مرة لحظة ملء السد، كشفت وزارة الموارد المائية المصرية تفاصيل اجتماع ومفاوضات سد النهضة الذي عقد اليوم الاثنين.

وفي هذا السياق، أشار وزير الموارد المائية والري المصري، محمد عبدالعاطي، إلى اعتراض بلاده على الإجراء الأحادي لملء السد دون التشاور والتنسيق مع دول المصب، مما يلقي بدلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل، معتبراً أنه إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ.

يذكر أنه عقد اليوم الاجتماع الثاني للجولة الثانية من المفاوضات بين الدول الثلاث برعاية الاتحاد الإفريقي وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الإفريقي، استكمالاً للمحادثات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

اجتماع وزاري الخميس

وأكد عبدالعاطي على أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة، بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية، لافتاً إلى اقتراح مصر لآلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستُعقد لمدة أسبوعين.

كما شدد على أنه بناءً على القمة المصغرة فإن التفاوض الحالي سيكون حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة بعد التوصل لاتفاق.

وفى نهاية الاجتماع تم التوافق بين الوزراء على قيام اللجان الفنية والقانونية بمناقشة النقاط الخلافية خلال اليومين القادمين (4 و5 أغسطس) في مسارين متوازيين وعرض المخرجات في الاجتماع الوزاري يوم الخميس المقبل.

مطالبات بجولة حاسمة

من جهته أكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، في بيان أن "التحرك المنفرد قبل التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث قد أعاد طرح المخاوف (...) في ما يتعلق بالتأثيرات البيئية والاجتماعية لسد النهضة على المزارعين على ضفاف النيل الأزرق".

وطالب عباس بأن تكون الجولة الحالية من المفاوضات "جولة حاسمة عبر تحديد أجندة محددة لفترة أسبوعين مع إعطاء دور أكبر للمراقبين في تقريب وجهات النظر".

مصدر توتر

يشار إلى أن سد النهضة الكبير يُعد مصدر توتر بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى منذ 2011. ويتوقع أن يصبح السد أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في إفريقيا. وتقوم إثيوبيا ببنائه على النيل الأزرق الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم لتشكيل نهر النيل.

كما ترى إثيوبيا أن السد ضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، في حين تعتبره مصر تهديداً حيوياً لها إذ يعتبر نهر النيل مصدراً لأكثر من 95% من مياه الري والشرب في البلاد.

وخلال الأشهر الأخيرة، تصاعد الخلاف بشأن السد مع مواصلة إثيوبيا الاستعداد لملء الخزان، الذي يستوعب 74 مليار متر مكعب من المياه.

ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد هذا الشهر حتى التوصل لاتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 تموز/يوليو أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة 4.9 مليارات متر مكعب والتي تسمح باختبار أول توربينتين في السد.