+A
A-

ظاهرة لها إيجابياتها وسلبياتها وإعلاناتهم "خربت“ عليهم

 انتشرت مؤخرا ظاهرة دخيلة على وطننا العربي، وهي ظاهرة "الفاشينستات" أو مشاهير العالم الافتراضي، وهم أشخاص لهم أذواقهم الخاصة وأفكارهم الخاصة ويقومون بطرحها على متابعيهم في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت للبعض إلى وظيفة ومصدر عيش، وكثير من الفتيات يتابعون تلك الفاشينستات وما تطرحن من أفكارهن ونصائحهن، فهل تتأثر البحرينيات بما يطرح منهم وهل يصل الأمر إلى التقليد الأعمى من قبل المراهقات الأكثر تأثرا من غيرهم بما يرونه، تعرفنا إلى آراء مجموعة من الفتيات وعرضناها في هذا التحقيق.

سلاح ذو حدين

تقول مريم عيسى إن ظاهرة "الفاشينستات" بشكل عام تعتبر سلاحا ذا حدين لها إيجابياتها وسلبياتها بشكل متساوٍ، ومن إيجابياتها أنها تعرض شيئا جديدا يمكن أن تغير في بعض القناعات والمبادئ. أما عن سلبياتها، فهي كما اسميه "الحياة الوردية" التي يعيشونها وكأنهم موجودون في مجتمع غير المجتمع الذي نعيش فيه، فأغلب الفاشينستات الذين أتابعهم من الخليج يعني من نفس البيئة والعادات والتقاليد، ولكني في بعض الأحيان أشعر بأنهم خارج دائرة ما تربيت عليه سواء في ملابسهم وأسلوبهم وغيرها. وتقول "أنا أهتم بمتابعة المحتوى الذي يضيف لي من الناحية الشخصية والعلمية ويثري شخصيتي بأشياء عدة، وأهتم بالقضايا التي تمس المجتمع فقط وليست بقضاياهم الشخصية"، وتوجه مريم نصيحة للمراهقين على وجه الخصوص، فقالت "الحياة التي نراها في السوشيال ميديا ليست هي الحياة الواقعية، فبعض المراهقين يرووا بأن الشهادة الجامعية غير مهمة أمام الشهرة وتحقيق مبالغ منها، وهذا غير صحيح، فالشهادة الجامعية مهمة جدا، وعامل مساعد لمواكبة الحياة. أما حياة الرفاهية التي تعرض من قبل مشاهير السوشيال ميديا، فهي غير موجودة واقعيا ولا يمثلون حال مختلف الطبقات المجتمعية، بل يمثلون طبقة معينة فقط". 

أمر لا يطاق!

وأضافت أمامة ثابت أن في بداية ظهور الفاشينستات كان هناك فائدة بعض الشيء مما يتم نشرة من إعلانات عن بعض المحال التجارية، ولكن بعد ذلك أصبح الأمر لا يطاق بسبب الأعلان عن سلع أو مطاعم ليس لها أي جودة وكأنما يتم الإعلان فقط من أجل المبالغ المالية، ومع ذلك بدأوا بالظهور في مختلف الحالات التي لا تليق بالمجتمع. كما أنه ليس لدي أي تأثر بقضاياهم ماعدا تلك القضايا التي تهم الرأي العام أو القضايا الأخلاقية التي تشوه صورة المجتمع، ومع ذلك أنصح المراهقات عدم مشاهدة أي من تلك الفاشنيستات، وان يقضوا أوقاتهم في تعلم مهارات جديدة أو مشاهدة برامج تنمي من مهاراتهم وشخصيتهم.

رأي محايد

وقالت زهراء برويس إن رأيها في الفاشينستات هو رأي محايد، فبعضهم يقدم محتوى جيدا، وبعضهم لا يقدمون محتوى مفيد للغير أو للمجتمع، وتقول "أنا لا أهتم بمتابعة الكل منهم، ولكن هناك البعض منهم أستفيد منهم ومن الإعلامات التي يقضمونها، وبالفعل احتاجها، فمثلما أن رأيي بهم محايد، فحتى متابعتي لهم محايدة"، وبخصوص القضايا التي يطرحونها قالت إن كانت القضايا شخصية ولا تمسني أو تمس المجتمع، فلا تهمني بشيء، وقدمت نصيحة لأولياء الأمور خصوصا من لديهم أبناء في سن المراهقة، فقالت "يجب على الآباء والأمهات مراقبة أبنائهم وحثهم على متابعة من يستفيدون منهم ويبتعدوا عن فئة الفاشينستات التي تقدم محتوى من الممكن أن يؤثر بهم بشكل سلبي، ويمكن أيضا ان تكون هناك رقابة من الدولة على هؤلاء المشاهير؛ لأن الضرر الذي يعود منهم على المجتمع لا يجب أن يستهان به". وترى برويس أن الفاشينستات من حقهم أن يصوروا ويعرضوا يومياتهم كما يفعل الجميع، ولكن عندما تمس مواضيعهم الدولة أو المجتمع أو تؤثر بالسلب على عقول المراهقين، فهذا ما يجب ألا يعرض ويحاسبوا عليه.