+A
A-

تأثير الجائحة على عاداتنا الإستهلاكية

لا شك أن الجائحة ألقت بظلالها القاتمة على جميع مفاصل الحياة، بدءًا من الروتين اليومي ووصولًا إلى التأثير البالغ الذي ستببت به للأسواق والاقتصاد، فتغيرت العادات الاستهلاكية والشرائية للناس من التخزين في بداية الأمر إلى التحول للتسوق الإلكتروني، حتى أن أمازون وهو أكبر موقع  للتجارة الإلكترونية أعلن عن زيادة أرباحه بنسبة 40% بفضل تفشي الفايروس! فمصائب قومٍ، عند قومٍ فوائد بالمعنى الحرفي والاقتصادي للكلمة.
ولكن كيف تأثرت العادات الاستهلاكية؟ تقول إمامة ثابت -طالبة، 23 سنة- أن الناس وجدت في التسوق متنفّس فهي تشتري فقط من أجل الاستمتاع والشعور بالسعادة، وتقول بأن هذا الأمر ينطبق عليها إذ أنها اشترت أشياء لا حاجة لها بها.
وتتفق معها نور زكور -طالبة، 22 سنة- فتقول أن مشترياتها ازدادت بسبب الملل وصارت تكثر من تصفح مواقع التسوق الإلكتروني للاطلاع على بضائع لم تقتنها مسبقًا وتجربها للمرّة الأولى.
ولا تختلف جنات خليل -موظفة، 26 سنة- عنهنّ كثيرًا، فهي تقول أن استهلاكها ازداد بسبب محدودية الأنشطة المتاحة خلال فترة الحجر المنزلي، فكل ما يمكن فعله هو الجلوس والأكل، والخروج أصبح مقتصرًا على قصد أماكن الشراء، كما أن المكوث في النزل يشجع على التسوق الإلكتروني فباتت تشتري أغراض ليست بحاجتها.
إلا أن هناك من اختلفت تجربتهم، فزينب عتيق -ربة منزل، 24 سنة- تقول أنها أصبحت لا تشتري سوى ما تحتاج إليه، ولم تلجأ للتسوق الإلكتروني سوى للضرورات مثل الملابس، أما احتياجات البيت مثل الأكل فبقتي تشتريها من (السوبرماركت).
أما بشرى تاج -ربة منزل، 27 سنة- تقول: ‹‹أظن أن الحجر جعل الناس تتفقد بيوتها وتنتبه للناقص فيها، كنت كذلك في البداية فطلبت من المتاجر ما احتجته››، إلا أنها تقول أن الحجر بشكل عام حسّن عاداتها الاستهلاكية، فبعد التوقف عن الشراء من المطاعم لفترة، تعلموا كعائلة أن يعتمدوا على الطهي المنزلي ويستغنوا عن الوجبات الجاهزة.
(م.ب) -ربة منزل، في الستين من عمرها- تقول: بدأ زوجي بتكديس البضائع في البداية، ثم حين عرفنا أن المحال الأساسية لن تغلق لم نغيّر شيء، وبقينا نشتري من (السوبرماركت) حسب الحاجة.
تضاف إلى هذه التجارب، دراسة وجدت أن عادات الرجال في التسوق تأثرت أكثر من النساء، من ناحية تحوّلهم للتسوق الإلكتروني ومن ناحية مقدار المال الذي أصبحوا يصرفونه على المنتجات أو التجارب، كما أن تأثر هذه العادات مرتبط بالعمر أيضًا، فالأجيال الأصغر -التسعينات وما بعدها- أكثر قلقًا من تأثير الجائحة على الاقتصاد، وهذا القلق جعلهم يقلّصون نفقاتهم ويعمدون إلى التخزين، فيما كان الأجيال الأكبر أقلّ قلقًا وتأثرًا، الطبيبة النفسية (باول مردسن) تعلّق على شراء الكثير من الأشياء هذه الفترة بقولها: ‹‹يمكن فهم شراء القلق على أنه تلبية لاحتياجاتنا النفسية الثلاث الأساسية: هذه الاحتياجات هي: الحكم الذاتي (أو الحاجة للشعور بأنك متحكم في أفعالك)، الصلة (الحاجة للشعور بأننا نقوم بشيء ما لصالح عوائلنا)، الكفاءة (الشعور بأنك متسوق ذكي تتخذ الخيارات الصحيحة)››.