+A
A-

بالفيديو: لقطات "هدم" أثناء ترميم برج تاريخي بإسطنبول تثير الجدل

أثارت لقطات لعمال يحفرون أسفل الجدار الحجري لبرج "غالاتا" التاريخي وسط إسطنبول موجة جدل حاد، بعد انتشار الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، بينما أشارت وسائل إعلام محلية معارضة إلى أنّ مديرة الشركة التي تنفذ عملية الترميم كانت ضمن كوادر الحزب الحاكم.
وأظهر مقطع فيديو عاملين اثنين يستخدمان آلة ثقب الصخور أثناء تفكيك زاوية حجرية أسفل برج "غالاتا"، وكومة كبيرة من الحجارة تتناثر أمامها خلال عملية ترميم البرج الشهير الذي تريد الحكومة التركية تحويله إلى متحف.


وفور انتشار الفيديو، وتصاعد موجة النقد الحاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سارع وزير الثقافة والسياحة التركي، محمد نوري إرصوي، بنشر تغريدة مساء الخميس مفادها أن "العاملين كانا يزيلان أجزاء غير أساسية بنيت بجانب الجدار"، لكنه أردف أنه مع ذلك "تم توبيخ العمال المسؤولين عن الموقع، واتخاذ عقوبات بحق المقاول المعني عن عملية الترميم".
فيما أوضح نائب وزير الثقافة والسياحة أحمد مصباح ديميرجان أن "العمال كانوا يزيلون أقساما بنيت دون إذن بمرور الوقت"، لكن بلدية اسطنبول التي يرأسها المعارض أكرم إمام أوغلو، أكدت على لسان مدير إدارة الثقافي في البلدية ماهر بولات رفضها لما ظهر في الفيديو، وقال بولات "لقد كان أمرًا مروعًا حقًا أن نرى هذا النوع من التخريب يتم إجراؤه في أهم موقع ثقافي في اسطنبول"، وأضاف "هذا السلوك جنوني".
في موجة الجدل الحاد انتشر اسم الشركة التي تنفذ عمليات ترميم برج "غالاتا"، وهي شركة "Es Yapı"، ولدى معاينة "العربية.نت" موقع الشركة تبيّن أن الشركة التي تأسست عام 2000، نفذت العديد من أعمال الترميم لمواقع أثرية في تركيا، منها اسطبلات الخيول في حديقة إيمرجان، مسجد حسين آغا، مسجد كوناك يالي، مقبرة بارباروس، فندق كومبابا، قصر جليفتون، مباني محطة خادم كوي، كنيس إدرنة الكبير، ومعظم هذه المواقع في مدينة إسطنبول.
في هذا السياق أشار موقع "T24" إلى أنّ مديرة الشركة "سيفلاي تونجر ألاداغ" كانت إحدى أعضاء إدارة فرع حزب العدالة والتنمية في اسطنبول، وزوجها "إرهان ألاداغ" تقدم لمناقصات ترميم باسم شركته المسماة "Taksim Yapı"، وذلك بعد عمله في قسم التخطيط ببلدية "بي أوغلو" في إسطنبول لمدة 5 سنوات.
وبحسب موقع "T24" فإن "سيفيلاي تونجر ألاداغ" أدارت ثلاث شركات خلال خمس سنوات، وحققت أرباحا بقيمة 145 مليون ليرة تركية، من 126 مناقصة حازتها، حيث تلقت الشركة مناقصات ترميم ما يقرب من 100 معلم أثري في مناطق تاريخية باسطنبول منذ إنشائها عام 2000، ومن بين المواقع التي رممتها الشركة 4 مساجد تاريخية في إسطنبول.
ويعتبر البرج الشهير الذي يبلغ ارتفاعه 67 مترًا والمطل على القرن الذهبي نقطة جذب كبيرة للسياح، ورمزاً دائماً لإسطنبول.
وبعد انتشار مقطع الفيديو "الفضيحة" كما سماه معارضون، وجه النائب عن حزب الشعب الجمهوري "محمود تانال" سؤالاً عبر البرلمان بشأن "هدم جدار برج "غالاتا"، وسأل "تانال" وزير الثقافة والسياحة "محمد نوري إرصوي"، "هل هناك معلومات محجوبة عن العامة في منطقة الترميم؟"، وشكك "تانال" بـ "كفاءة عملية ترميم المعلم التاريخي، والكفاءات المهنية للأشخاص الذين ينفذون أعمال الترميم".