لقد أثبتت أزمة كورونا أن الشعب البحريني يمتلك قدرا هائلا من الوعي والانضباط والالتزام والعمل الجاد المثمر، والتعامل مع أي حدث أو قضية بمسؤولية وأمانة، وجاءت نتائج الاجتماع الذي عقده الفريق طبيب معالي الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للصحة، رئيس الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، مع مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية وذلك في إطار بحث الإجراءات الاحترازية اللازمة لإحياء موسم عاشوراء، والتي يعد الالتزام بها جزءا رئيسيا من منظومة التدابير الوقائية التي يتم العمل عليها، بما يضمن الصحة والسلامة العامة للمجتمع، معبرة عن تكامل العمل في تحمل المسؤولية وتشابك الأيادي من أجل صحة وسلامة الجميع، فالتجمعات السبب الرئيسي والعامل الأهم في انتشار فيروس كورونا، لهذا خرج الاجتماع بعدة توصيات وإجراءات وقائية لإحياء موسم عاشوراء، كاقتصار المراسم على البث عن بعد، ومنع التجمعات منعا تاما خارج المآتم وفي الطرقات، وغلق المآتم النسائية والمجالس النسائية في المنازل، بحيث يتم إحياء ذكرى عاشوراء بصورة فردية أو في نطاق الأسرة الواحدة في المسكن الواحد، أو عبر وسائل التواصل والتقنيات الحديثة.

إن رؤية القيادة والتزام رؤساء المآتم بالتعليمات، من المؤكد ستقود العمل الدؤوب إلى النجاح وستحقق المزيد من الأمن والسلامة والخير لهذا الوطن، فالمرحلة الراهنة تتطلب تكاتف وتعاضد الجميع والعمل بمبدأ الشمولية والمصلحة العامة، وللمواطن البحريني على مر التاريخ مواقف أصيلة ثابتة تحت قيادته الرشيدة، وسجل أروع الملاحم في التماسك والوحدة في مواجهة الأزمات، وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه “إن وعي المواطن والمقيم هو مرتكز النجاح لكل الجهود التي تبذلها مختلف القطاعات من أجل تجاوز هذه المرحلة، والالتزام بالتعليمات والإرشادات الاحترازية واجب وطني يجب على الجميع الاضطلاع بمسؤوليته في إنجازه من أجل الحفاظ على سلامة وصحة المجتمع”.