أجمع المهتمون بالتربية على ضرورة دمج المبادرات والمشاريع الرائدة التي تستشرف المستقبل في المراحل الدراسية كافة، حيث تؤسس هذه المبادرات لدى الناشئة الأفكار والرؤى لمسارات الحياة المختلفة، وتخرج أجيالا تحمل الموهبة التي تمكنهم من الانخراط بكل يسر في التخصصات التي يختارونها لاحقا.

إن ما أكدته القراءات المتعددة في هذا الحقل أن إتاحة الفرصة للأجيال الجديدة لخوض تجارب شبيهة بمجالات العمل المتنوعة منذ الصغر تدعم خبراتهم وترتقي بمهاراتهم وتمهد الطريق أمامهم ليكونوا عناصر فعالة مستقبلا.
وهنا أذكر مبادرة رائدة أهلت الكثير من المراسلين في مختلف مدارس البحرين، وتعد الأولى من نوعها في المنطقة، فمبادرة “مراسلو مدارس” التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم ساهمت على مدى 7 سنوات من التدريب والعمل الميداني في استقطاب المواهب الطلابية في مختلف المجالات التي تتعلق بالصحافة والإذاعة والتلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.

وقد أسست هذه المبادرة جيلا إعلاميا متميزا من خلال تمكين الطلبة من أساسيات العمل الصحافي وتزويدهم بالمهارات الإعلامية في العديد من المجالات مثل صياغة الأخبار الصحافية والتقديم والمونتاج وأساسيات التصوير.
وهنا لابد لنا من وقفة إشادة باستقطاب هذه التجربة الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عززت “جهود إدماجهم في المجتمع” من خلال مشاركتهم زملاءهم في نقل وتغطية الفعاليات داخل وخارج المدارس كالأعياد الوطنية ومعارض الكتب والمسابقات والمهرجانات، ما أسهم في تأسيس جيل مؤهل للانخراط في المؤسسات الإعلامية مستقبلا.