العدد 4325
الإثنين 17 أغسطس 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
عندما تقاوم الإدارة التنفيذية جاذبية التدريب
الإثنين 17 أغسطس 2020

يقول عالم الإدارة بيتر دراكر: ’’لا يوجد شيء يدعى تخلفا اقتصاديا بل كل ما هو موجود في الدول النامية هو تخلف إداري‘‘ انتهى. لا أقدر أن أحيد عن هذا الرأي أو أخالفه، سيدي القارئ، فالإدارة هي أداة التقدم أيًا كانت مجالاته ولن يعذرني رفاق المهنة إن أنا قلت خلاف ذلك.


فإذا لم نواكب ما يحدث في عالم الإدارة من تجديد وتحديث أو نطّلع على التجارب والممارسات الإدارية في المؤسسات الأكثر تقدما سنجد أنفسنا قد سحبنا مؤسساتنا خارج دائرة التنافسية ولربما خارج السوق. وإليك سيدي القارئ هذا الموقف والذي عاشه أحد الاختصاصيين العاملين في إدارة وتطوير الموارد البشرية. يقول محدثي:


بعد تفحصي الدقيق لمحتوى الدورة التدريبية ومعرفتي وثقتي بالمؤسسة المنظمة لها قصدت مكتب أحد نواب الرئيس التنفيذي لأعرض عليه حضوره تلك الفعالية. لماذا هذا النائب بالذات؟ لأنه أولاً دائم التحدث عن ضرورة التطوير المستمر لقدرات القيادات الإدارية وثانياً لأنه يتولى منصباً رفيعاً وسلطة إدارية واسعة في صنع القرار والسبب الآخر هو أن محتوى الدورة يحاكي مهامه ومسئولياته الوظيفية. وتابع محدثي قائلاً:


وبعد أن ألقى نظرة سريعة على الأوراق طالعني بابتسامة لم أستطع فك رموزها وقال: أنا لست في حاجة إلى التدريب فقد حضرت ما فيه الكفاية من المؤتمرات والمنتديات والدورات التدريبية قبل تسلمي منصبي الحالي أي قبل سبع سنوات. وتابع محدثي: وعندما حاولت أن أبيّن له أن الدورة مخصصة لأصحاب القرار والإدارة التنفيذية وأنها تعالج آخر المستجدات في الإدارة وتعرض التجارب والممارسات الناجحة في مؤسسات عالمية مميزة طالعني وبذات الابتسامة وبنبرات صوت تعكس شخصية سلبية قال:


وضحت لك رأيي ويمكنك غلق هذا الموضوع الآن!. يقول جون سي ماكسويل في هذا السياق ’’عندما تكون على رأس السلطة الإدارية في المؤسسة ولديك كل الحماس و الأدوات والأشخاص الذين تحتاجهم لتحقيق رؤية ممتازة ومع ذلك لا يبدو أنك قادر على جعل مؤسستك تتحرك وتتقدم في الاتجاه الصحيح فإنك قائد غير فعال‘‘. انتهى. لنعد سيدي القارئ إلى الموقف السابق ونقرأه على ضوء مقولة ماكسويل. ما رأيك؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .