العدد 4329
الجمعة 21 أغسطس 2020
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
حادثة مرفأ بيروت... والشعوب المقهورة
الجمعة 21 أغسطس 2020

صدمة مروعة وحزن عميق، وعاصفة من الأسى سادت بعد الانفجار العظيم الذي أتى على المدينة الجميلة فجعلها كالرميم... قضاء وقدر أم يد خبيثة؟ بيروت التي كنا نعرفها، مفقودة اليوم تحت أنقاض انفجار الفساد! تماماً كجائحة كورونا، نسمع عن حادثة مرفأ بيروت عشرات النظريات والأسباب والفرضيات والتحقيقات والتحليلات، بينما هناك آلاف الضحايا!

وبعيداً عن كل ما سنسمعه، ستطوى هذه القضية بحجة أن هناك لجان تحقيق، وما أسهل أن تنسى الشعوب العربية قضاياها، وقد يأتي من يستفيد من مشاريع إعادة الإعمار، وفي الغالب هم ذاتهم المسؤولون عن هذه المآسي!

وفي حين أن لجان التحقيق اليوم تشكلت، فإنني أستحضر قول غازي القصيبي رحمه الله “إذا أردت لموضوع أن يموت فشكّل له لجنة”، أما الضحايا فليس لهم سوى الحسرات والندم على ما خسروه، وربما ينتظر البعض منهم أن يفرج عن قريب له تكلم في الموضوع من باب التنفيس لفقد الأصحاب.

ما أكثر صبر الشعوب المقهورة... قتلوا بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، وأدموا قلوب العرب، إنه لبنان بلد الرقي والجمال أصبح اليوم منكوبا، يعيش معاناة الحرب والجحيم والدمار والخراب.

نحن بأمس الحاجة اليوم لتكاتف العرب، وعلى المسؤولين وصناع القرار تدارك الأمر قبل النهاية الأليمة، تعازينا لأهلنا في لبنان، ونسأل الله عز وجل أن يلهمهم الصبر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .