العدد 4330
السبت 22 أغسطس 2020
banner
الصراع على “اللقاح”
السبت 22 أغسطس 2020

بلغ التنافس الدولي للفوز بقصب السبق في الوصول إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا “ذروته” في الأيام القليلة الماضية، وبرز هذا التنافس -بوجه خاص - فيما بين الدول الكبرى؛ كألمانيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا، ولم تغب دول نامية، من بينها عربية، من محاولة الدخول بحلبة المنافسة، وكلما أعلنت واحدة من تلك الدول الكبرى توصلها إلى لقاح فاعل شككت الأخرى في جدواه!

على أن الصراع العالمي على التفرد باكتشاف “اللقاح” والتفرد أيضاً ببراءة اختراعه؛ مثلما له بعد ربحي تسعى من خلفه كل شركة من شركات الدواء الكبرى الغربية لتكون أول الفائزين بالاختراع واحتكار جودة إنتاجه في السوق العالمية والمضاربة في أسعاره، فهناك أيضاً بعد علمي في المنافسة المحمومة للظهور على الساحة الدولية بمظهر الدولة الجبارة المتقدمة التي تفردت بين نظيراتها الدول المتقدمة في الوصول إلى قصب السبق. وبعيداً عن الدوافع من وراء اشتداد حدة المنافسة الدولية في هذا المضمار فإن التساؤل الذي يفرض نفسه هنا: ما هو الغرض من اكتشاف “اللقاح” الفعّال الأكيد الذي تجمع على فاعليته بدون آثار جانبية الأوساط العلمية العالمية النزيهة؟ هل المضاربة في أسعاره؟ أم استعراض العضلات العلمية على الساحة الدولية؟ أم تحصين من يستطيعون شراءه من دول وأفراد دون الاكتراث بالمبدأ الإنساني الأنبل ألا وهو محاربة الفيروس وتطهير الأرض من شره بما أنه عدو البشرية كما وصفته منظمة الصحة العالمية المعنية بصحة الإنسان أينما كان؟

ولما كان منشأ الفيروس الصين التي انتقل منها سريعا، وتنقل إلى مختلف أرجاء المعمورة بقاراتها الخمس بفضل التطور المذهل لوسائل الاتصالات والمواصلات في مدة لم تتجاوز الثلاثة شهور (يناير - مارس) فإن الوصول للقاح مضمون مأمون لن يكون ذا جدوى ما لم يكن تحت متناول شعوب العالم أجمع؛ أو على الأقل الحد الأدنى من سكان البلدان الأكثر في أعداد الإصابة والقتلى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية