العدد 4331
الأحد 23 أغسطس 2020
banner
أبا علي عافاك الله
الأحد 23 أغسطس 2020

كادت المقدمات تكشف عما بعدها، والمخاوف تلامس أدق مشاعرنا، الأب الرئيس يسافر - حسب الأنباء - إلى الخارج في زيارة خاصة - اتصال هاتفي من عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه بسمو الرئيس للاطمئنان على صحته بعد نجاح الفحوصات الطبية التي أجراها قبل أيام في أوروبا.

كانت المقدمات تكشف عما بعدها، والمخاوف تلامس أدق مشاعرنا، فرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان شفاه الله وعفاه قد غادر أرض الوطن بالفعل في زيارة وصفت بالخاصة متوجهًا إلى الخارج، والرئيس القائد عودنا في حله وترحاله بإشارات نابعة من القلب عما يجول بخاطره، ويتغلغل في مشاعره، ويؤرق مخادعه.

عودنا سموه أن المستقبل لابد أن نبصره بدقة معًا؛ لأن الماضي رسمناه وعشناه معًا، وأن القادم دائمًا سوف يكون أفضل والأيام الأجمل لم نعشها بعد مثلما يبشرنا جلالة الملك دائمًا وأبدًا.

إنها ثقافة الخلود التي تعلمناها من حضارة أبدية شامخة، ومن قادة انتمائهم يسبق إشاراتهم، وولائهم لشعبهم يتقدم سلوكهم الحاني باتجاه مصالح الوطن.

قبل السفر المؤقت كان ومازال ماثلًا في ذهني من خلال توجيهات كريمة للأب الرئيس باتجاه معيشة المواطن، مرافق الخدمات القابلة للتطور وإعادة البعث، مستوى مشروعات البنية التحتية وقدرتها على محاكاة الزيادة السكانية على المتر المربع الواحد في هذه الأرض اليانعة المسالمة المطمئنة، مشروعات قابلة للتأجيل بفعل كورونا، وضيق اليد، ونفقات الطوارئ المتفاقمة.

كل ذلك كان ومازال ماثلًا في ذهني وأنا أقرأ فيما بين السطور، وأنا أتابع ما يأتي من ديوان سمو رئيس الوزراء من أخبار قابلة للنشر، وأخرى مستسلمة للتكهنات.

بالنتيجة كان للاتصال الهاتفي من العاهل المفدى بسمو الرئيس بمثابة الإنقاذ للقوارب المرتبكة في تجاذبات أيامنا، وفعل السحر غير القابل للتفسير فيما يمكن أن يصيبنا من قلق بالغ على صحة باني نهضة البلاد، والشريك الأعلى في ترسيخ أصول ومعايير النماء المستدام منذ أكثر من 4 عقود مضت بالتمام والكمال.

في النهاية تم الاطمئنان على صحة الرئيس القائد، وتم التعاطي مع “السفرة” المفاجئة بمنتهى الحنكة والكياسة وعدم الإقلاق للشعب المحب.

البحرين بخير يا قادتنا، ويا شعبنا، ويا وطننا الجميل، روح الود والمحبة والألفة والمشاعر الطيبة والأسوة الحسنة مازلنا نتعلمها يومًا بعد الآخر من ربابين سفينتنا، وها نحن اليوم نسجل ويسجل التاريخ لنا ذلك الوفاء النادر من العاهل المفدى للعم العزيز.

إنه درس في المحبة الخالصة، والود والوئام بين قائد ومسيرة، وبين ربان وحكيم، ثم بين أمل وجسارة، وحنكة ومهارة، بين يوم نعيشه آمنين مطمئنين على أحوال ومستقبل أبنائنا وأحفادنا، وغدٌ نتطلع إليه بعين ملؤها الفخر والانتماء لهذا الوطن الحبيب، وأخرى تتطلع إلى الغيب المهيمن سائلين الله جل وعلا بأن يديم على مملكتنا الغالية نعمة الاستقرار والمحبة والأمن والأمان، وأن ينعم سبحانه وتعالى على قادتنا الأجلاء بموفور الصحة وتمام العافية وحُسن المرتجى، إنه سميع مجيب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .