العدد 4332
الإثنين 24 أغسطس 2020
banner
"بحريني وافتخر"
الإثنين 24 أغسطس 2020

من حقي أن أفتخر وأتباهى بأنني بحريني ووطني البحرين، نعم هذه الجزيرة الصغيرة في حجمها.. والكبيرة في شعبها الأصيل الكريم تستحق كل كلمات المدح والثناء الموجودة في القاموس.

أعرف جيدًا أن مقدمة المقال ليست جديدة ولم أضف شيئًا، لكن التأكيد مرات ومرات ليعلم من لا يعلم بذلك، هذه رسالة أريد أن أوصلها لكل بحريني يعيش على هذه الأرض الطيبة، فالوطن أمانة في عنقنا ولا أشك في ذلك، لكن كما ذكر الله في كتابه "وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين".
الأمن والأمان الذي ننعم به بفضل قيادتنا الرشيدة من أفضل النعم التي حبانا الله بها، فبدونهما لا يوجد وطن ولا راحة وسكينة، فالدول التي تعاني من مشاكل أمنية واضطرابات داخلية من أكثر الدول التي تعاني اقتصاديًا.
نعم.. فالكمال لله سبحانه وتعالى، ونحن نقر بأننا تنقصنا الكثير من الأمور التي هي بحاجة إلى إيجاد حلول على المستوى القصير والبعيد، لكن بفضل تكاتف الجميع نستطيع تحقيق تلك الطموحات والأمنيات، ليس من خلال الشعارات الرنانة، بل بالعمل الجاد والمخلص.
العنصر البشري البحريني لا يعلى عليه، فهو مفتاح النجاح لأي عمل أو مسؤولية تناط به، ولا أريد هنا أن أذكر إنجازاته على جميع الصعد، وكل ما نحتاجه هو إعطاؤه الفرصة والثقة، فهو حريص أن يمثل بلده أحسن تمثيل.
كلنا نقر بأن البحريني في الخارج سواء في الدراسة أو العمل أو السياحة دائمًا ما يكون خير سفير لوطنه.

أذكر أثناء دراستي الجامعية في الهند، عندما كنا نلعب مباريات كرة القدم مع الجاليات الأخرى كان الجمهور الهندي دائمًا يحرص على حضور المباريات وتشجيعنا بشكل غير طبيعي... كأنهم يساندون فريقهم! ألا تعرفون السبب، إنه بسيط جدًا، فهم كانوا يقولون لنا إنكم أناس طيبون وتملكون أخلاقا عالية وتحترمون قوانيننا، ولم نجد قط أي تجاوز أو عدم احترام للأنظمة والقوانين. لقد قال الشاعر الكبير أحمد شوقي "وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ... فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا". نعم... بسبب احترامنا لهم نحل ضيوفًا عليهم، والاحترام من القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام، فهو تقدير لقيمة ما أو شيء أو شخص ما، وإحساس بقيمته وتميزه، أو لنوعية الشخصية، أو القدرة، أو لمظهر من المظاهر، يتجلى الاحترام كنوع من الأخلاق أو القيم، كما هو الحال في المفهوم الشائع "احترام الآخرين" أو مبدأ التعامل بالمثل، لكن هناك فرق بينه وبين عدة مصطلحات مثل "الاهتمام والإعجاب"، يفضل عدم الخلط بينهما، ويفضل عدم المبالغة في الاحترام حتى لا يساء الفهم.

إذا رسالتي لأصحاب القرار هي الاستثمار في العنصر البحريني فحسب، فهو عبارة عن خامة يصعب الحصول عليها في كثير من الشعوب في العالم ولا أجامل هنا، فقط يحتاج الفرصة والثقة والتدريب اللازم والاحترام، نحتاج لإحلال البحرينيين في الكثير من الوظائف الدنيا والمتوسطة والقيادية لأننا ببساطة نملك الكفاءات في جميع المجالات والتخصصات.
قبل عدة أيام صادف أن تعاملت مع موظف بحريني يعمل بقسم الاستقبال في أحد الفنادق الرئيسة، وكان شخصا ودودًا وبأخلاق عالية ومتعاونًا لأقصى حد حيث كان يعمل بكل إخلاص وتفان مع النزلاء، وقمت بإرسال رسالة إلى مدير عام الفندق لأعرب فيها عن شكري وتقديري لهذا الموظف البحريني المخلص، هذه المبادرة البسيطة جدًا لا تأخذ منا دقائق ولا تكلفنا شيئا، إلا أن وقعها يكون كبيرًا على هذا الموظف البسيط. إذا نحن بحاجة إلى دعم وتشجيع إخواننا البحرينيين في مواقع عملهم حتى إن كان الدعم معنويًا، إذ إن الدعم المعنوي مفعوله كالسحر وأكبر من المادي، دعونا نبرز تلك الطاقات والمواهب المدفونة للوصول إلى أعلى المراتب ونرفع علم وطننا الغالي عاليًا في جميع المحافل ليكون أنموذجا يحتذى به، ولنجعل العمل بروح الفريق الواحد شعارنا. ربي احفظ هذا البلد آمنًا مطمئنًا واحفظ قيادتنا من كل مكروه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .