العدد 4337
السبت 29 أغسطس 2020
banner
كامالا هاريس
السبت 29 أغسطس 2020

مع أن نطق اسمها بالحروف العربية يبدو سهلاً رقيقاً، لكن حتى نطقه بين الأميركيين مختلف عليه؛ ما اضطرها قبل سنوات إلى تنزيل فيديو تشارك به أطفالاً في كيفية نطقه الصحيح، في حين مجرد سماعه يشكل مصدر إزعاج للرئيس ترامب، فما إن أعلن المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن اختياره كامالا هاريس لمنصب نائبة الرئيس حتى سارع ترامب ليصب عليها جام غضبه واصفاً إياها الأكثر وضاعة وفظاعة بمجلس الشيوخ، ومحذراً من خطورتها على مصالح كبار رجال الأعمال باعتبارها مؤيدة لرفع الضرائب، وتخفيض الميزانية العسكرية، ومناوئة لإنتاج النفط الأحفوري، ومع تأميم الدواء والتأمين الصحي.

لكن بايدن وصفها بالمدافعة الشرسة عن الضعفاء، في حين حظيت بترحيب واسع النطاق في أوساط النسوة السوداوات والطبقات الوسطى والعمالية، ووصفها أكبر اتحاد نقابي ليبرالي AF- CIO بأنها وقفت إلى جانبه في أزمة العقارات ضد أرباب العقارات والبنوك ولحماية الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية. وكما يحدث في عالمنا العربي باستحضار الأصول العرقية في الحملات الانتخابية، وحيث إنها سوداء تنحدر من أبوين مهاجرين - الأم هندية والأب جمايكي - فقد شكل ذلك وسيلة لخصومها للحط من مشروعية تأهلها للمنصب، كونها من أصول غير أميركية أو الطفل المجنس بالولادة Anchor baby، ولم تفوت هذه الحملة المضادة من بث وساوس ترجيح طموحها؛ إذا ما فازت بمنصب نائبة الرئيس للترشح للانتخابات الرئاسية اللاحقة المتوقع زهد الثاني (77 عاماً) فيها عندما يربو على الثمانين، فيما هي اليوم تناهز الـ 55 عاماً.

ومع أنها تتمتع بكل مقومات الشخصية النسائية القوية كما بدت في مقاطع تلفزيونية، لكن ثمة أسئلة ستظل عالقة، منها: إلى أي مدى ستتمكن من توظيف قوة شخصيتها في التأثير في سياسات بايدن الداخلية والخارجية إذا ما فاز بمنصب الرئاسة؟ وفيما يتعلق بنا نحن كعرب، ماذا سيكون موقفها ورئيسها من ثوابت الإدارات الأميركية المؤيدة بقوة لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .