العدد 4338
الأحد 30 أغسطس 2020
banner
في ذكرى استشهاد الإمام الحسين
الأحد 30 أغسطس 2020

يُحيي المسلمون في شهر محرم من كل عام ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب “عليه السلام”، الذي استشهد وجمع من أهل بيته وأصحابه في موقعة الطف بكربلاء عام 61هـ، حيث نستلهم دروسًا سامية في التضحية والجهاد والفداء، دروسًا ثرية تحتاجها أمتنا، فلهذه الذكرى الجليلة معانيها الرفيعة العالية المتمثلة في رسالتها الخالدة، وهي رسالة متجددة لنا ولجميع أبناء البشرية لقدرتها على تهيئة حلول ناجعة كفيلة بإنقاذ المجتمعات البشرية من مشاكلها وتحقيق تطلعاتهم الإنسانية.

إن المبادئ التي استشهد لأجلها الإمام الحسين ستبقى عالية خفاقة بها ترقى الأمة وتنهض، وهي مبادئ نوعية وشمولية جعلت من نهضته أكثر عُمقًا، وكان يهدف منها تحقيق الكرامة للإنسان، وهو منهج اختطه من منهج جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعلمه في مدرسة أبيه الإمام علي بن أبي طالب “عليه السلام”، وهو منهج يُشكل معالم هداية ونور للإنسان ويُحقق المصلحة العامة للأمة والعدالة للإنسان.

إن استشهاد الإمام الحسين كان حتميا للمواجهة غير المتكافئة التي دارت، ومع الفرق بين العدد في المواجهة إلا أن الإمام الحسين لم يَضعف أو يخاف بل زاده ذلك قوة وبسالة، وهو نتاج نشأته الكريمة في مدرسة النبوة، المدرسة التي جعلت منه رائدًا لها وقائدًا، وجسد بذلك الموقف أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وتتفاخر به الإنسانية جميعها، وأصبحت حركته للإصلاح نموذجًا وثقافة لكل عصر وزمان لتغيير واقع المجتمعات الإنسانية نحو الأفضل بغض النظر عن الدين أو العِرق أو الطائفة.

لقد كانت نهضة الإمام الحسين تمثل أخلاق الإسلام في عقائده وتشريعاته وقيمه السامية التي تبغي تهذيب النفس الإنسانية وإصلاح المجتمع والرقي به لأرفع المستويات وأكرم المنازل، واستشهاده جعل من الموت غاية من أجل الحياة بفضل شجاعته وصبره وتحمله، وتجسد ذلك في قوله “لا أرى الموت إلا سعادة”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية