العدد 4339
الإثنين 31 أغسطس 2020
banner
مأساة “كوفيد 19” وإمكانية التحول لإرث إيجابي
الإثنين 31 أغسطس 2020

تكثر التوقعات والسيناريوهات وتتزايد الآراء والتحليلات حول الشكل الذي سيبدو فيه عالمنا بعد انتهاء جائحة كورونا “كوفيد 19”، ويغلب عليها التشاؤم والتخوف مما ينتظرنا في المستقبل بمختلف الأصعدة وتجاهل الجوانب الإيجابية أو كيفية تحويل السلبيات لإيجابيات، وهو ما فعلته البي بي سي حين استطلعت آراء ثلاثة خبراء من مشارب مختلفة، حيث أكد المؤرخ البروفيسور يوفال نوح هراري أن العالم يمر بلحظة أمنية فاصلة قد تمهد لتغييرات كبرى، بسبب الثورة التي حدثت في مجال المراقبة وتحول الحكومات والشركات من مراقبة الإنسان من الخارج (أي تحركاته وسلوكياته واهتماماته) إلى مراقبته من الداخل، أي ما يحدث داخل أجسادنا ومشاعرنا وأحاسيسنا، موضحًا أن مثل هذا الوضع قد يشكل فرصة مثالية لخلق رعاية صحية أفضل في المستقبل كونه يتيح للحكومات التعرف على الأمراض حتى قبل أن نشعر بها وبأعراضها، لكنه أيضًا قد يؤدي لأنظمة شمولية تحكم قبضتها وسيطرتها على الفرد خارجيا وداخليا. الخبيرة الاقتصادية ريبيكا جرينسبان توقعت أن تتأثر البلدان ذات الدخل المتوسط بشدة وهي تمثل 75 % من سكان العالم، و62 % من فقرائه، ولديها أنظمة حمائية صحية واجتماعية أضعف، ما يجعل نسبة المعرضين للخطر أعلى، مشددة على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام والرعاية لهذه الدول وخصوصا من المؤسسات الدولية.

أما عالم البيئة البروفيسور جاريد دايموند، فقد أعرب عن أمله بأن تترك مأساة كوفيد 19 إرثا إيجابيا بتبني العالم حملة ناجحة وبمناهج عالمية واضحة ليس فقط ضد كورونا كشر واضح يقتل الناس بسرعة، لكن أيضًا ضد القضايا العالمية التي تعرضت للإهمال رغم خطورتها وتأثيرها على البشرية مثل تغير المناخ. واضح أن أزمة كورونا ستكون مرحلة فاصلة في تحديد شكل العلاقة بين الشعوب والحكومات، فالدول التي أبلت بلاءً حسنًا ووضعت صحة وسلامة المواطن أولاً ستجني مزيدًا من الثقة الشعبية في قراراتها وسياساتها، كما أنها ستكون مرحلة حاسمة في تحديد شكل العلاقة بين الدول والمؤسسات الدولية التجارية والصحية وغيرها، وربما تتلاشى المنظمات التي أعلت الأرباح والمكاسب على حساب الشعوب والبشر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية