العدد 4340
الثلاثاء 01 سبتمبر 2020
banner
بين التعليم المباشر والافتراضي
الثلاثاء 01 سبتمبر 2020

بحسب تقديرات منظمة اليونيسيف (اضطر 110 ملايين طفل في سن المدرسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى البقاء في منازلهم خلال الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2019م ــ 2020م بسبب إغلاق المدارس عقب ظهور الكوفيد)، وأدى ذلك إلى “إحداث طفرة في مجال استخدام منظومة التعليم الإلكترونية”.

وأكدت التجارب التعليمية خلال فترة النصف الثاني من الفصل الدراسي المنصرم أنه لا سبيل للعودة إلى الوراء، ولم يعد التعلم عن بُعد ــ عبر الإنترنت ــ مجرد حاجة وقتية بل أصبح ضرورة قائمة ونهجا مُستمرا للمؤسسات التعليمية، ما زاد إقبال الطلبة على مطالعة محتوى الإنترنت التعليمي، فجعل ذلك من التعليم أكثر فاعلية كونه مزج بين التعلم الإلكتروني والابتكار الذي يُوفر إمكانات تعلم هائلة للطلبة، خصوصا أن طلبة اليوم لديهم القابلية للتعلم عن بُعد بفضل استخدامهم التكنولوجيا في سِن مبكرة.

إن التعلم الافتراضي يُساهم كثيرًا في ردم الفجوة الإلكترونية بين الطلبة، حيث يتساوى الطلبة في الحصول على خدمات الإنترنت والتكنولوجيا اللازمة للتعلم عن بعد بتوفير منصات التعليم الإلكتروني المجانية للطلبة. وهذا يؤكد أن طريقة التعلم سائرة إلى التغير، وأن هذا الأمر أصبح ضرورة ولم يَعد خيارًا.

للتعلم عن بُعد الكثير من الإيجابيات، منها استخدام التكنولوجيا في التعليم، التقليل من كثافة الطلاب في الصفوف الذي يُعد مطلبًا تربويًا ضروريًا، توفير المادة العلمية للطلبة طوال الوقت، يُحقق التواصل بين الطلبة والمعلمين والمعلمات ولا يقتصر التواصل بينهم على ساعات اليوم الدراسي، أيضًا يُخفض من القلق والتوتر الذي يتعرض له الدارسون في التعلم المباشر ويمنحهم حالة من الهدوء تساعدهم على التركيز في دراستهم، غياب الوقت الضائع بين الحصص كما هو في التعلم المباشر، ويكون الاعتماد على النفس أكثر في الدراسة الافتراضية.

ويتأثر التعلم عن بُعد ببعض العوامل، منها ارتفاع الموازنة المخصصة للتعليم، عدم التزام بعض الطلبة بمواعيد الدروس الإلكترونية، ضعف البنية التحتية التكنولوجية في بعض المدارس والمنازل والحاجة إلى التدريب التقني، وأيضًا انعدام العلاقة الاجتماعية بين المعلمين والطلبة وبين الطلبة أنفسهم، حيث ستختفي تلك الصداقة التي تنشأ داخل البيئة المدرسية. ومع هذه العوامل إلا أن التعلم الافتراضي صحي ويحد من انتشار الكوفيد ويُخفف كثيرًا من ضغوط اليوم المدرسي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية