العدد 4341
الأربعاء 02 سبتمبر 2020
banner
القوة السعودية.. فواز الشريف!
الأربعاء 02 سبتمبر 2020

ليعذرني صديقي العزيز، الإعلامي القدير فواز الشريف على عنوان المقالة، فقد استعنت بتقنيته الفريدة في الوصف، كمن يجمع بين الدهشة والاستفزاز، ليستنهض عقل القارئ من سباته ويدفعه دفعا للتعمق في المعنى الحقيقي من وراء الكلمة.فواز الشريف الذي عرفته في بادئ الأمر وحش يفترس خصومه وينقض عليهم كما ينقض الليث على فريسته، ظننته يستخدم أسلوب الاستفزاز بالفلسفة الزائدة، ثم اكتشفت لاحقا أنه ينضح بالثقافة، فهو إعلامي رياضي ما ترك كتاب إلا وقرأه من الجلدة وحتى الجلدة، وما خط سطرا إلا وكان يهدف من ورائه إلى إحداث ثورة فكرية ونقاش محتدم!

هذه الشخصية المرعبة عبر شاشات التلفزة والصحف ومنصة تويتر، هي مختلفة بشكل لا يصدق بعيدا عن الأضواء، فواز الشريف ليس شرسا على أرض الواقع كما هو في فضاء الإعلام، إنه رجل مسالم قلبه نبيل، مرهف بالمشاعر والأحاسيس والطيبة، لكنه يزأر مثل الغضنفر دفاعا عن المملكة العربية السعودية التي تعشعش في وجدانه، ولا يساوم على معتقداته ومبادئه، لقد شهدت ذلك بأم عيني.

هو باختصار شديد، ذكي، لماح، سريع البديهة، لذلك يخشى الكثيرون مواجهته، ظهر في كأس الخليج باليمن على مستوى الخليجيين، ثم أضحى الأقوى والأهم، ليثبت أنه أحد أهم الأسلحة السعودية على مستوى الاعلام الرياضي، فهو يملك شبكة علاقات عامة بمثابة مؤسسة متكاملة الأركان.

لقد أحببت في شخصية فواز الشريف الشيء الكثير، وأذهلني ما يتمتع به من ثقافة واطلاع، فليس أمرا صحيا على الإطلاق أن تقتصر معارف الإعلامي الرياضي على حفظ أسماء اللاعبين وتواريخ البطولات وقوانين كرة القدم، بل على العكس تماما، من المهم ومن الضروري أن يكون الإعلامي الرياضي مثقفا ومطلعا على مختلف حقول المعرفة والأدب، وإلا فإنه سيصبح حالة عادية وليست نخبوية، خصوصا وأن الكتابة أو التحدث أمام الكاميرا ليس عملاً إعجازياً على عامة الناس.

أما مناسبة الحديث عن فواز الشريف، فهو اللقاء الناري الذي ننشره اليوم في صحيفة “البلاد”، بالتزامن مع صحيفة “انفوسبورت”، وشخصيا استمتعت كثيرا وأنا اقرأ أجوبة ذكية ومحبوكة بلغة شعرية من إعلامي قدير يستطيع بأن يدهشني في كل مرة. لقد تجول “وزير الأحلام” بين عدة محطات، وترك بصمته في كل محطة، وبالتخصص استطاع بأن يجعل من كل حالة “عائمة”، حالة “عامة” تستدعي المراجعة والنقاش المفتوح.

إلى هنا وسوف أتوقف عن الحديث عن فواز الشريف؛ حتى لا يظن الناس بأنني أبحث عن “وظيفة” في “وزارة أحلامه”!!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .