العدد 4341
الأربعاء 02 سبتمبر 2020
banner
المسلمون والاعتذار عن الإرهاب!
الأربعاء 02 سبتمبر 2020

في مقال يثير الحزن والأسى على الحال الذي وصل إليه المسلمون في الغرب وما يشعرون به من حرج وضيق عند وقوع أي عمل إرهابي، أكدت الكاتبة مريم خان بصحيفة “آي” البريطانية أن المسلمين مطالبون بالاعتذار عن الهجمات الإرهابية التي تحدث رغم عدم وجود أية علاقة لهم بها! مشيرة إلى أنه لا يُسمح لها أن تشعر بالضيق والصدمة مثل غيرها، إنما عليها شرح دوافع المعتدي، ولفتت إلى تقرير مركز مراقبة وسائل الإعلام الذي خلص إلى وجود تناقض كبير في كيفية الإبلاغ عن الهجمات الإرهابية اعتمادا على مرتكبيها، حيث استخدمت أكثر من نصف التقارير الإخبارية البريطانية بين عامي 2015 و2019 مصطلح “إرهابي” جنبًا إلى جنب مع مصطلحات “الإسلام” أو “المسلم” - أي تسعة أضعاف الموضوعات التي يتم فيها تحديد الجاني على أنه “يميني متطرف” أو “نازي جديد”.

واضح من المقال حجم الأذى النفسي الذي يتعرض له المسلم في الغرب كونه موضوعًا في خانة بمفرده مقابل خانة أخرى تضم باقي الديانات، ولأنه دائمًا محل اتهام وشك عندما يقع أي عمل إرهابي دون انتظار معرفة تفاصيل وملابسات الحادث وطبيعته.

لا شك أن الإعلام يلعب دورًا مؤثرًا في هذا السياق، فهو يتعامل بناء على أرضية رسمها وخلفية أسسها في فترات سابقة تربط بين الإرهاب والإسلام وليست لديه رغبة في تغييرها، وتقوده إلى التعميم عندما يكون المتورط في الفعل الإرهابي من المسلمين، بينما يكون حذرًا ودقيقًا ومبتعدا عن التعميم إذا كان من فعل من الآخرين.

لكن الحقيقة أيضًا أن موازين القوى تلعب الدور الأكثر تأثيرًا في هذا التسطيح المستمر منذ سنوات وفي هذا الإصرار على التعميم، فحالة الضعف التي تمر بها الدول الإسلامية تعطي الوسائل الإعلامية المزيد من الجرأة وربما الوقاحة وكيل الاتهامات وتوجيه الانتقادات بمبرر ودون مبرر، لأنها لا تخشى عقابًا متوقعًا أو رد فعل رادعًا يجعلها تبتعد عن الازدواجية الفاضحة وتعتمد نفس المقياس والميزان في تناولها حوادث العنف والإرهاب بغض النظر عن مرتكبيها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية