+A
A-

العطاء والتكافل الاجتماعي قيم أصيلة في ظل النهج الإنساني لجلالة الملك

تشارك مملكة البحرين المجتمع الدولي احتفاءه باليوم العالمي للعمل الخيري، الذي يصادف الخامس من سبتمبر من كل عام، وسط تميزها بتوافر منظومة متكاملة لمؤسسات العمل الخيري، وترسيخ  قيم العطاء والتكافل الاجتماعي كقيم  مجتمعية أصيلة وضمان الكرامة الإنسانية في ظل النهج الإنساني الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله.

وفي إطار المسيرة التنموية لجلالة الملك المفدى، وبدعم من الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء حفظهما الله،  نجحت المملكة في إنجاز الأهداف الإنمائية للألفية قبل موعدها عام 2015، ومتابعة جهودها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأقرت الحكومة حزمة من النظم والتدابير للحماية الاجتماعية لتوفير سبل العيش الكريم لجميع المواطنين، وحرصت الحكومة ممثلة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على تقديم الدعم التنموي لنقل الأسر محدودة الدخل من مرحلة المساعدة إلى التمكين الاقتصادي والاجتماعي، عبر التحاق 1500 أسرة بمشروع الأسرة المنتجة، والذي حصد المركز الثالث بجائزة أجفند العالمية لمشاريع التنمية البشرية الريادية لعام 2015، منها (683) أسرة حصلت على رخصة العمل من المنزل ضمن برنامج خطوة، وتحول (44) أسرة إلى رواد أعمال وأصحاب مشاريع استثمارية، في ظل استفادتهم من خدمات مجانية للتدريب ودعم الابتكار والتميز، وتوفير منافذ البيع، والتمويل الميسر لتأسيس المشاريع الصغيرة من "بنك الأسرة"، والتحفيز ممثلاً في جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتشجيع الأسر المنتجة.

وأسهمت "المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية" بدور محوري في ترسيخ قيم التكافل والعطاء عبر إسهاماتها الخيرية بكفالة 11 ألف يتيم وأرملة ورعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، واستفادة 4 آلاف من مساعداتها التعليمية، وأكثر من 8.3 آلاف من مساعداتها للرعاية الصحية، ودعمها لإنشاء وتنمية المشاريع الاجتماعية والخيرية والإنسانية، فضلاً عن أياديها البيضاء في تقديم مساعداتها الإنسانية والإغاثية للدول الشقيقة والصديقة المتضررة من الحروب أو الأزمات أو الكوارث الطبيعية والتي استفاد منها أكثر من 36.2 ألف إنسان منذ عام 2009، وإسهاماتها ليس فقط في تقديم المعونات الإغاثية من الغذاء والدواء، وإنما في إقامة مشروعات تعليمية وعلمية وصحية وإسكانية وتنموية.

وتحرص المملكة على تدعيم دور مؤسسات المجتمع المدني وإسهاماتها في دعم المسيرة التنموية والتطوعية، حيث ارتفعت أعدادها خلال العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى  إلى 640 جمعية أهلية عام 2020، تشمل 111 جمعية خيرية، و21 جمعية نسائية، و19 جمعية تعاونية، و17 جمعية لرعاية ذوي الإعاقة، و9 جمعيات حقوقية، و4 جمعيات لرعاية كبار السن، و3 جمعيات إغاثية، منها جمعية "الهلال الأحمر البحريني"، وعضويتها الفاعلة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وغيرها من الجمعيات الأهلية.

وأطلق سمو ‏الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية مبادرة "فينا خير" لدعم جهود "فريق البحرين"، وتم من خلالها اعتماد حزمة من المشاريع لمساعدة المتضررين من جائحة كورونا بميزانية قدرها 17,43 مليون دينار، لدعم الفئات المحتاجة والأسر المنتجة وأصحاب الأعمال غير المسجلين في نظام التأمينات وتوفير عشرة آلاف حاسوب للطلبة، وسلال غذائية ضمن مشروع "غذاؤك في بيتك"، وتوزيع 1.6 مليون وجبة غذائية قبل وأثناء وبعد رمضان، والعمل على إنشاء مركز لعلاج الأوبئة ودعم البرمجيات وتقنيات التعلم عن بُعد، وسداد كامل الديون والمستحقات المالية على مجموعة من الغارمين ضمن تطبيق "فاعل خير" لوزارة الداخلية، هذا إلى جانب دور المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل ‏البلاد المفدى بتقديم المساعدات الاجتماعية والخيرية، وإطلاق حملة "متكاتفين لأجل سلامة البحرين"، ومبادراتها بتخفيف معاناة المتضررين من جائحة كورونا، وسداد ديون الغارمات، هذا إلى جانب مشاركة آلاف المتطوعين في دعم العاملين في الخدمات الصحية والأمنية والدفاع المدني وتعقيم وتطهير المدن والقرى.

لقد أكسبت هذه الإسهامات الإنسانية مملكة البحرين سمعة عالمية مرموقة، باستحقاق جلالة الملك جائزة الريادة ‏العالمية في مجال رعاية الأيتام محليًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا من الصناديق الإنسانية لمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2017، وحصول سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على جائزة "شخصية العام القيادية الفخرية في مجال المنح" من المركز الأممي لخدمات المانحين لعام 2020، بعد اختيار سموه "فارسًا للعطاء ‏العربي" عام 2016، وتصنيف المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في المركز الأول عربيًا والعاشر عالميًا في مؤشر ‏العطاء العالمي لعام 2018 الصادر عن مؤسسة كاف العالمية، ونيلها جائزة أفضل مؤسسة خيرية عربية من الاتحاد الدولي للمنجزين العرب بالقاهرة لعام 2020.

ان هذه المبادرات التطوعية تأتي استرشادًا بالنهج الإنساني الكريم لجلالة الملك المفدى في ظل تأكيد جلالته حفظه الله ورعاه : "إن عمل الخير واجب على كل إنسان بحسب طاقته وإمكانياته وهو ما يدعونا إليه ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وأخلاقنا العربية الأصيلة"، وهو ما تجسد في تحفيز جلالته للعمل الخيري بتقديم "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية" منذ عام 2013، وإطلاق "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة" عام 2017، وغيرها من الجوائز الوطنية والعالمية لتمكين المرأة وتشجيع العمل التطوعي.