العدد 4344
السبت 05 سبتمبر 2020
banner
“نذكرهم بالخير والكلمة الطيبة”
السبت 05 سبتمبر 2020

في كثير من الأوقات تحصل للمرء صدف ومفارقات تبقى محفورة في ذاكرته، ففي صبيحة كل جمعة وبحسب الظروف المتاحة تأخذني قدماي إلى الأسواق الشعبية بالبحرين لما لها من مذاق خاص عند أبناء جيلي، وذلك إما لأجل التبضع أو “الفرجة والتطمش” والترفيه عن النفس، أو الاستطلاع ورصد الأسعار وغيرها من الأمور الأخرى مثل الالتقاء بالأصدقاء والمعارف، سواء من عموم الشعب أو المسؤولين في مفاصل الدولة، وتبادل الأحاديث القصيرة معهم عن أمور الحياة والقضايا التي تهم الشارع البحريني، وأحيانا أخرى عن عبق الماضي وذكرياته الجميلة وتلك الأيام الحلوة التي عشناها بمرارتها وحلاوتها.

وبالرغم من أن أسواقنا هذه قليلة نسبيا إذا قيست بالأعداد الكبيرة من مرتاديها ومحبيها من كل طبقات المجتمع البحريني، إلا أننا نطالب بزيادتها والاهتمام بها وتطويرها لما لها من أهمية عند أهل البحرين وضيوف البلاد، ولوجودها دور كبير في تنشيط الاقتصاد والسياحة لما تنبض به من حياة وحيوية ونشاط وحركة لا نجدها في المجمعات التجارية الكبيرة.

وقبل أسبوعين وفي يوم الجمعة وبينما كنت أتبضع من أحد بائعي الخضار والفواكه في سوق المحرق المركزي، رأيت أحد الإخوة الوزراء يتبضع “ويسوم ويساوم، وينقي الفاكهة والخضار بيده مثلي”، وفي يوم الجمعة الذي يليه التقيت مع وزير آخر تربطني معه معرفة قديمة وهو إنسان عرف عنه التواضع مع الجميع قبل وبعد استلامه حقيبته الوزارية المهمة، “يتبضع حاله حال أي مواطن آخر”.

ما وددت الوصول إليه في هذه العجالة والحديث عن هذه النماذج الواقعية التي حصلت معي شخصيا... أن يتحرك جميع الإخوة الوزراء خصوصا الذين استلموا الوزارات والمؤسسات والهيئات الخدمية ومن في حكمهم، وأن يحذوا حذو زملائهم الوزراء، وينزلوا إلى الشارع، خصوصا الأسواق الشعبية، للالتقاء بعدد من الناس والاطلاع بأنفسهم على أحوالهم والسعي في حل قضاياهم العالقة التي تأتي ضمن صميم عملهم، فالسيرة الطيبة ومساعدة الناس وتذليل الصعاب تبقى إلى ما لا نهاية، ولنا أمثلة كثيرة، فهناك وزراء ومسؤولون سابقون مضت سنوات طويلة على خروجهم من وظائفهم، لكننا كمواطنين مازلنا إلى هذه اللحظة نذكرهم بالخير والكلمة الطيبة. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية