العدد 4345
الأحد 06 سبتمبر 2020
banner
عودة الطلاب للمدارس بين اليونسكو والصحة العالمية
الأحد 06 سبتمبر 2020

يبدو أن منظمة الصحة العالمية أفرغت كل ما في جعبتها من تحذيرات وتشاؤم في ميدان الصحة واللقاحات، فانتقلت لغزو مجالات أخرى كالاقتصاد والتعليم، إذ حذرت المنظمة مؤخرًا من عودة الطلاب للمدارس، ومن فتح الاقتصادات قبل السيطرة على فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن ذلك قد يسبب كارثة، مشيرة إلى أنها تريد عودة آمنة للموظفين والطلاب إلى أعمالهم ومدارسهم.

يعكس هذا التحذير إصرارًا غريبًا من المنظمة على السير ضد أماني وتطلعات الدول والشعوب، ويؤكد ابتعادها عن الواقع المرير الذي يعيش فيه الجميع جراء تداعيات جائحة كورونا وعدم القدرة على تحمل المزيد من الأعباء، والمساعي والجهود الكبيرة لإعادة الحياة إلى طبيعتها مع الحفاظ على صحة وسلامة البشر، وهو ما ألمح إليه الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية في مصر بقوله إن تحذير منظمة الصحة العالمية من عودة الطلاب للمدارس، غير ملزم، وأن كل دولة تستطيع التعامل حسب ظروفها وإمكانياتها.

ويتناقض هذا التحذير مع ما نادى به كبار مسؤولي القطاع الصحي في المملكة المتحدة بضرورة عودة الأطفال إلى المدارس، محذرين من أن عدم انتظامهم في التعليم يفاقم مشاكل الصحة البدنية والنفسية، ويعد أكثر خطرا عليهم من الإصابة بكوفيد 19، وهو ما دفع رئيس الوزراء البريطاني جونسون إلى اعتبار عودة الأطفال إلى المدارس أولوية وطنية وواجبا اجتماعيا واقتصاديا وأخلاقيا.

أما منظمة اليونسكو وهي المعنية بالتعليم، فقد اعتبرت مديرتها العامة أودري أزولاي، الوضع الراهن المتمثل بإغلاق المدارس بمثابة حالة طوارئ تستدعي التعاضد لمعالجتها، وحثت الدول على الإسراع في تحديد أفضل السبل لضمان العودة إلى المدارس بصورة آمنة، منعًا لمخاطر جمّة من بينها خطر التسرب من المدرسة، وتراجع جودة التعلم، إضافة إلى التأثير السلبي على القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.

بل إن اليونسكو تتحرك عمليا لمساعدة الدول في إعادة فتح المدارس، وأعدت إطار عمل لتحقيق ذلك بالتعاون مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي، وتتعاون مع وزارات التربية والتعليم في رسم خطط إعادة الطلاب إلى القاعات الدراسية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .