العدد 4346
الإثنين 07 سبتمبر 2020
banner
التخطيط ثم التخطيط
الإثنين 07 سبتمبر 2020

كثيرون يجهلون شيئا اسمه "التخطيط"، لا يخططون حياتهم... عملهم أو حتى يرسمون يومهم، كيف يبدأون ومن أين؟ هناك مجموعة من الأسئلة الأساسية.. بل الجوهرية للقيام بنشاطنا اليومي.

هناك من يتخبط بإنجاز مجموعة من الأعمال، وفي نهاية اليوم يقول لنفسه كيف نسيت ذلك الموضوع المهم، وكيف نسيت هذا وذاك؟! الجواب بسيط وهو أنه لم يخطط جيدًا ولم يبرمج نشاطه أو مسؤولياته بالشكل الصحيح، حيث إنه تخبط وحاول بشتى الطرق أن ينجز الأعمال كلها ولكن الوقت أدركه ولم يحقق مبتغاه، والسبب عدم قناعته بأهمية التخطيط.

شخصيًا أعتبر التخطيط والتنظيم وجهين لعملة واحدة، بل يكملان بعضهما، فمتى ما كان التخطيط جيدًا سيكون العمل منظمًا، والنتيجة تكون مرجوة. في عالمنا العربي عندنا عقدة أزلية راسخة في أذهاننا ألا وهي عقدة التخطيط، وما أقصده هنا ليس في مجال الأعمال والإدارة فحسب، بل حتى على المستوى الشخصي.

من وجهة نظري المتواضعة التخطيط ثقافة وقناعة أكثر من أن يكون علمًا، والدليل على ذلك أن هناك من يمتلكون مؤهلات علمية عالية، لكنهم يفتقدون هذا الجانب المهم جدًا، وفي المقابل نجد مؤسسات تتخبط في تطبيق أهدافها الرئيسة وتنجرف وراء الأمور غير الرئيسة، في حين نجد مؤسسات أخرى ناجحة جدًا بسبب الثقافة المؤسسية التي زرعت من أعلى الهرم إلى الوظائف الدنيا، فالتنظيم والتخطيط والدخول في التفاصيل والعمل بروح الفريق الواحد وتهيئة بيئة عمل محفزة وصحية هي من أساسيات العمل الإداري الناجح والمتميز.

إن العمل بلا تخطيط يصبح ضرباً من العبث بضياع الوقت سدى، إذ تعم الفوضى والارتجالية ويصبح الوصول للأهداف بعيد المنال، وتبرز أهميته في توقعاته للمستقبل وما قد يحمل من حوادث غير متوقعة ومفاجآت وتقلبات، حيث إن الأهداف التي يراد الوصول إليها هي أهداف مستقبلية، أي أن تحقيقها يتم خلال فترة زمنية محددة قد تطول وتقصر، ما يفرض على رجل الإدارة عمل الافتراضات اللازمة لما قد يكون عليه هذا المستقبل، وتكوين فكرة عن ما سيكون عليه الوضع عند البدء في تنفيذ الأهداف وخلال مراحل التنفيذ المختلفة.

يقول ماريون هاينز... التخطيط يتميز بخاصيتين، الأولى أنه يقودك من حيث أنت الآن إلى حيث تود أن تكون، والثانية أنه يحدد الموارد المطلوبة لتحقيق الهدف من حيث التكلفة والوقت.
شخصيًا أعشق شيئا اسمه التنظيم والتخطيط، وقد عهدت على نفسي أن أطبق وأمارس هذا الأسلوب والنمط أثناء حياتي العملية، وحتى في حياتي اليومية على قدر المستطاع، وبصراحة وجدت نفسي قد حققت جزءا كبيرًا في هذا الخصوص وأصبح الأمر جزءا لا يتجزأ من شخصيتي. هناك خطوات بسيطة إذا جعلناها جزءا من عاداتنا فإنها تصبح عاملا مهما في رسم حياتنا وإدارة أعمالنا، وفي الواقع لا يسعني هنا أن أعطي للقارئ شرحًا وافيًا ومستفيضًا نظرًا لمحدودية المساحة المخصصة لي، وختامًا... أتمنى أن نعمل على صقل هذه العادة الحسنة أو الأسلوب الناجح لنجني ثمارها ونحقق الأهداف المرجوة للبلاد والعباد. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية