العدد 4347
الثلاثاء 08 سبتمبر 2020
banner
الموقف يحتاج إلى الوعي و تحمل المسؤولية
الثلاثاء 08 سبتمبر 2020

حرية الإنسان وحدة متكاملة لا يجوز الفصل بين أجزائها، ففي تجزئتها القضاء عليها، لكننا نلجأ عادة إلى مثل هذا الفصل للتوضيح والبيان، فنقول مثلا حرية الفكر وحرية التعبير وحرية العمل، لكن هناك مواقف ومحاذير وإجراءات لا تتفق مع الحريات الشخصية، خصوصا فيما يتعلق بأمن وسلامة المجتمع، ومن غير الممكن السماح للحرية الشخصية بأن تتحول إلى ساعات لاهبة تتساقط فيها أرواح الناس مثل أوراق الأشجار، علما أنه حينما تطلب الجهات المختصة الالتزام بالإجراءات في أي شأن ما، فهذا ليس معناه أن تطلب منهم أن يكونوا غيرما هم عليه، أو أن يكونوا غير ذواتهم، أو تغير آراؤهم وأفكارهم وعقائدهم.

الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا يعلن بشكل مستمر ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات وتجنبها، والرسالة واضحة كل الوضوح، وليس لها علاقة بحرية الفكر، لكن هناك عدد من الناس ينزعون على الدوام إلى المحافظة على أقصى درجة من الاستهتار وعدم اتباع التعليمات والإرشادات، والتسليم بأحكام والاغترار بها دون بحث أو تفكير، ما يجعل نشاطهم الذهني مشلولا وبعيدا عن أبواب المعرفة، ونتيجة لهذا “العمى” وضيق الأفق والعناد والإصرار عليه، تم تسجيل أعلى أرقام إصابات كورونا في البحرين “676 حالة جديدة”، دون أي اعتبار للناحية الذهنية والبدنية والعمل الشاق الذي استمر عدة شهور للكوادر الطبية والأمنية وفريق المتطوعين، بل حتى ان بعض الأصوات استغربت من قرار الفريق الطبي لمكافحة كورونا فيما يتعلق بالاحترازات الصحية واتباع تدابير التباعد الاجتماعي بما يسهم في الحفاظ على صحة وسلامة الجميع.

المسألة اليوم لا تحتاج إلى توعية وتوجيه وإرشاد طالما هناك من لا يريد الاستماع إلى التوجيهات ويخالف الإجراءات الاحترازية والقوانين، إنما  ضبط الأوضاع لتجنب الاندفاع نحو الخلف لا سمح الله والعودة إلى المربع الأول، فموكب الوطن وسلامة المواطن والمقيم فوق كل اعتبار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية