العدد 4351
السبت 12 سبتمبر 2020
banner
ضريبة التهاون
السبت 12 سبتمبر 2020

سلط المؤتمر الصحافي الأخير للفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩ الضوء على تزايد أعداد المصابين بالفيروس، حيث بلغ عدد المصابين في أسبوع واحد 3977 مصابا وهو عدد مخيف ويجبرنا على أن نتوقف عنده قليلاً.

إن التجمعات بكل أشكالها تسببت بزيادة أعداد الإصابات، وتهاون الناس في تطبيق الاحترازات اللازمة ضاعف أعداد المصابين بالفيروس والمخالطين لهم، وجعلنا نتراجع خطوات عديدة للوراء في خطة العودة التدريجية للحياة الاعتيادية التي بدأت بالانفتاح الجزئي لبعض الأنشطة كالمطاعم والشواطئ وبرك السباحة والنوادي الصحية بداية سبتمبر الجاري، والتي كان مقرراً أن تعقبها العودة للمدارس وفتح الحدود والسماح بالسفر أواخر سبتمبر.

يبدو أن هذه الخطة تراجعت مع الارتفاع الهائل في الأعداد، وأن قدرنا هو قضاء وقت أطول مع هذا الفيروس الذي ينتشر بين الناس بلا اعتبارات، فالكبار والصغار عرضة له، النساء والرجال، المرضى والأصحاء، ويمكن أن يكون فتّاكاً في بعض الحالات، إن تهاوننا لن ينتج عنه شيء سوى استمرار معاناتنا، فقدرات الطاقم الطبي لن تصمد لوقت طويل إذا ما استمر الوضع فترة أطول، فهؤلاء حُرموا من عائلاتهم وحياتهم الطبيعية كي يسهروا على راحة الناس وصحتهم، فهل يعني ذلك استنزافهم بتجاهل توجيهات الفريق الوطني للتصدي للفيروس وإهمال تطبيق الاحترازات ووقف كل أشكال التجمعات والاختلاط لمنع الفيروس من التفشي أكثر.

نحتاج أن نكون جميعاً على قدر من المسؤولية فالفريق الوطني والكوادر الطبية والتمريضية والمتطوعون يستحقون العودة لمنازلهم بعد أشهر طويلة من التضحية لأجلنا، فلنترك التجمعات لبعض الوقت ونمتثل لقراراتهم، هذا ليس الوقت المناسب لأية احتفاءات، فلنؤجل كل ذلك لوقته المناسب، ولنثبت أننا على قدر من الوعي والمسؤولية، ولنكن لهؤلاء المضحين من الشاكرين لا الجاحدين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .