مع حلول العام الدراسي الجديد نجد أن إيجاد التوازن بين التعلم والسلامة أصبح أمرا صعبا وسط هذه الجائحة، لكن يجب أن تتصدر سلامة الطلاب والمعلمين الأولويات.

الإصابات بفيروس كورونا بين الأطفال في الولايات المتحدة زادت بنسبة 40 % في 49 ولاية خلال الأسبوعين الأخيرين وفقًا لتقرير صادر عن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال وجمعية مستشفى الأطفال، الأمر الذي أثار القلق بين العديد من الآباء الذين أعلنت ولاياتهم بداية فعلية للعام الدراسي 2020-2021م.

وتشير الأرقام الجديدة للوفيات والإصابات بفيروس كورونا في بعض الدول كإيران مثلاً إلى تصاعد تفشي الفيروس تزامناً مع افتتاح مبكّر للعام الدراسي ما أثار انتقادات واسعة هناك بين أوساط برلمانية وشعبية، لا تزال مستمرة. ولا شك أن للتعليم عن بعد مساوئ، منها ما ذكره معهد الأمم المتحدة للإحصاء والاتحاد الدولي للاتصالات بأن 40 % من الطلاب الذين أغلقت مدارسهم ليست لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت.

بعض الدول تترك القرار للولايات والمقاطعات في قرار فتح المدارس من عدمها، فعلى سبيل المثال، في نيويورك (أكبر منطقة مدرسية في الولايات المتحدة) لن يعاد فتح المدارس إلا في المناطق التي ثبتت فيها معدلات منخفضة للإصابة (أقل من 5 % على مدى أسبوعين)، وبعض شركات الاتصال في بعض الدول وافقت على توزيع بطاقات SIM على الطلاب ذوي الدخل المنخفض كي يتمكنوا من الوصول إلى الإنترنت مجاناً.

للأسف لا تزال توقعات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن وباء فيروس كورونا العالمي ربما يمتد لفترة ليست قليلة، السؤال هل أعدت وزارة التربية والتعليم خططا للتعامل مع المستجدات؟

ختاماً نتمنى أن يكون عامنا عاما حافلا بالرخاء والإنجاز وأن يبعد عنا وعن أبنائنا كل شر ومكروه... تحياتنا ومباركتنا لكل التلاميذ والطلاب والمدرسين والقائمين على التعليم، سائلين الله أن يجعله عام نجاح وتفوق، ونشد على أيدي معلمينا ومربينا الذين ضربوا مثلا عظيما في عطائهم وتضحياتهم وسط هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم.